Investing.com - من المتوقع أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتشدد الضغط على أسعار الذهب لفترة أطول مما تعتقد الأسواق، وهو ما قد يستبب في هروب المزيد من السيولة من المعدن الأصفر صوب أصول استثمارية أخرى كالأسهم.
يأتي في ظل ترقب الأسواق الكشف عن تفاصيل محضر الاجتماع السابق للفيدرالي الأميركي المنعقد بتاريخ 13-14 يونيو، وسط تزايد التوقعات بنسبة تقترب من 90% على إمكانية رفع الفائدة في الاجتماع القادم.
أهم محرك للأسعار وسر الصفقات الناجحة!
يقدم لكم انفستنج ندوة مجانية عن التضخم وبيانات التضخم التي تتحكم في حركة الاقتصاد الأمريكي وسيكون لصدورها الصدى الأكبر على أسعار الذهب والدولار والأسهم وقرار الفيدرالي.
يشاركنا المحلل، غيث أبو هلال، أهم تفسيراته وتوقعاته لبيانات التضخم وما بعدها في الأسواق وكيفية التداول الناجح في ضوءها.
المقاعد محدودة..للانضمام: اضغط هُنا
انتقال السيولة
رفعت التوقعات المتشددة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد اجتماع يوليو، إلى جانب البيانات القوية للاقتصاد الأمريكي خلال الشهر الماضي، التوقعات بمزيد من رفع أسعار الفائدة.
ويرى المستثمرين الآن أن أول خفض لأسعار الفائدة قادم سكون في مايو 2024، حيث ستصل الفائدة لذروتها في أواخر عام 2023، وهو الأمر الذي سيكون بمثابة رياحًا معاكسة للذهب خلال الأشهر 10 المقبلة، حيث من المرجح أن يظل الدولار قويًا.
وفي غضون ذلك، وفي ظل استمرار السياسة المتشددة للاحتياطي الفيدرالي، يبحث المستثمرون عن أصول أخرى بديلة للذهب وتحقق عوائد مرتفعة، حيث كان أحد هذه الأصول التي اتجه إليها المستثمرون هي الأسهم، وذلك بفعل الارتفاعات الهائلة التي شهدتها مؤشرات وول ستريت خلال النصف الأول من العام الحالي.
اقرأ أيضًا: أهم توقعات محضر الفيدرالي اليوم.. موقف الفائدة وغلبة الدولار
كان مؤشر S&P 500 أنهى النصف الأول من العام الجاري على ارتفاع بنحو 15.9% في أفضل أداء نصف سنوي أول منذ عام 2019.
وأضاف مؤشر داو جونز المكون من 30 سهماً مكاسب متواضعة بنسبة 3.8٪.
وأدى رالي أسهم التكنولوجيا بدعم الزخم المتزايد على شركات الذكاء اصطناعي إلى إضافة حوالي 5 تريليونات دولار إلى قيمة الشركات في مؤشر ناسداك 100 خلال الأشهر الستة الأولى من العام، ليسجل المؤشر التكتولوجي أفضل أداء نصف سنوي تاريخيا بارتفاعه بأكثر من 39%.
اقرأ أيضًا: حركة الذهب المتوقعة بعد محضر الفيدرالي.. سيناريوهات ترسم المسار القادم
وحققت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "أبل (NASDAQ:AAPL)" و"مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT)"، مكاسب كبيرة خلال النصف الأول من 2023، لتكون هي السبب الرئيسي وراء تحقيق مؤشر S&P 500 أداء إيجابي، حيث أصبحت تلك الشركات ملاذًا آمنًا في وقت تزداد فيه الضبابية حول مستقبل الاقتصادات مع احتمالية حدوث ركود.
ارتفعت أسهم "إنفيديا" بنسبة 195% منذ بداية العام، مقابل 142% و130% لأسهم كل من "تسلا (NASDAQ:TSLA)" و"ميتا (NASDAQ:META)" على التوالي. وارتفعت أيضا أسهم كل من "أبل" و"أمازون (NASDAQ:AMZN)" و"مايكروسوفت" و"غوغل (NASDAQ:GOOGL)" بنسبة 55% و51% و42% و34% على الوالي. وبهذا، قفز مؤشر S&P500 بنسبة 16% خلال 2023 حتى اللحظة.
وعلى إثر هذا الارتفاعات القوية، أصبحت الأسهم مجالاً مغريًا للمستثمرين، مما نتج عنه هروب السيولة من الذهب واتجاهها للأسهم، خاصة بعد أن أشار الفيدرالي إلى أنه قد يرفع الفائدة في اجتماعين قادمين، وهو ما ضغط على أسعار الذهب الفترة الماضية.
اقرأ أيضًا: عاجل: تصريحات من وزير سعودي تقود النفط لارتفاع 2%..والإمارات لن تخفض إنتاجها
ما المتوقع في النصف الثاني؟
من المحتمل، أن يواصل الذهب مساره الهبوطي حتى تتغير نظرة الفيدرالي تجاه سياسته المتشددة بأن يشير إلى اقتراب نهاية دورة التشديد النقدي التي بدأت في مارس من العام الماضي.
وفي غضون ذلك، قال رئيس شركة تارجت (NYSE:TGT) للاستثمار، نور الدين محمد، إن أسعار الذهب بدأت السنة بقوة نتيجة حالة عدم اليقين في الأسواق ومشتريات البنوك المركزية المكثفة.
ولكنه أشار إلى أن الوضع اختلف بعد ذلك وبدأت عملات بعض الدول في الهبوط ولجأت تلك الدول إلى تقوية عملاتها، وبدأ سيل من بيع البنوك المركزية للذهب على رأسها المركزي التركي الذي باع 70 طنا من الذهب في أبريل و81 طنا في مايو، ولذلك ارتفع معروض الذهب في السوق.
وأشار إلى أنه في المقابل ارتفع شراء الصناديق المتداولة من الذهب لكنها لم تدعم المعدن الأصفر في ظل المبيعات الكبيرة من البنوك المركزية في الفترة من مايو حتى يونيو، وكان ذلك السبب الرئيسي لهبوط سعر أونصة الذهب.
وقال رئيس شركة تارجت للاستثمار، إن الأسهم الأميركية ارتفعت الفترة الماضية نتيجة ارتفاع شهية المخاطرة وهو ما يقلل الاعتماد على الذهب، الذي يزيد الاعتماد عليه في حالة الخوف وعدم اليقين في السوق.
وأضاف أنه رغم التوقع بوصول رفع "الفيدرالي" لأسعار الفائدة إلى القمة، فإنه من المتوقع رفعها مرة أخرى وهو ما سيؤثر على أسعار الذهب الفترة المقبلة، لكنها لن تصل لمستويات متدنية عند 1600 و1700 دولار للأونصة، وقد تشهد أسعار 1870 للأونصة خلال الربع الحالي، على أن يتم تقييم استمرار "الفيدرالي" في رفع الفائدة أم لا على أسعار الذهب.