من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي يوم الخميس إن المفوضية الأوروبية تساعد الأمم المتحدة وتركيا في مساعي تمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود والذي قد ينقضي أجله يوم الاثنين، مضيفا أن التكتل منفتح على "استكشاف جميع الحلول".
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في مبادرة حبوب البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا في يوليو تموز 2022 للمساعدة في التخفيف من وطأة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو موسكو وحصار الموانئ الأوكرانية.
وقالت مصادر مطلعة على المناقشات لرويترز يوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي يدرس ربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بشبكة الدفع الدولية سويفت للسماح بإجراء معاملات في الحبوب والأسمدة.
وقال مصدران لرويترز إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اقترح في رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء أن تسمح موسكو باستمرار اتفاق الحبوب في البحر الأسود بضعة أشهر لمنح الاتحاد الأوروبي الوقت لربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بنظام سويفت.
وقال جوتيريش للصحفيين خلال زيارة لبروكسل يوم الخميس إنه لم يتلق بعد ردا من روسيا. وقال إن رسالته إلى بوتين تضمنت "مقترحات محددة يحدوني أمل أن تسمح لنا بالعثور على طريق إيجابي للمضي قدما".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات للتلفزيون الروسي الرسمي إن الأمم المتحدة لم تفلح حتى الآن في التوصل إلى حل مرض للقضية ونفى تلقيه أي رسالة تحتوي على مقترحات من الأمين العام للأمم المتحدة.
وأضاف بوتين "يمكننا تعليق مشاركتنا في الاتفاق، وإذا قال الجميع مرة أخرى أن جميع الوعود التي قطعوها لنا ستُحقق، فليفوا بهذا الوعد. وسنعود على الفور لهذا الاتفاق".
وأوضح متحدث باسم الكرملين في وقت لاحق أن روسيا لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن الانسحاب من اتفاق الحبوب.
وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس إن أولوية المفوضية الأوروبية هي ضمان وصول الحبوب الأوكرانية إلى السوق العالمية وإن المفوضية تدعو جميع الأطراف إلى تمديد اتفاق البحر الأسود.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي "نحن نساعد المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة وتركيا بحسب المطلوب... نحن بالطبع منفتحون لاستكشاف جميع الحلول التي تساهم في تحقيق هدفنا، مع الاستمرار في ضمان عرقلة قدرة روسيا على شن حرب في أوكرانيا قدر الإمكان".
* "الكرة في ملعب بوتين"
وأحد المطالب الرئيسية لموسكو هو إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت. وهذا الربط قطعه الاتحاد الأوروبي في يونيو حزيران 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط 2022.
وحثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بوتين في وقت لاحق من يوم الخميس على تمديد الاتفاق. وقالت "الكرة في ملعب الرئيس بوتين والعالم يراقب".
وهددت روسيا بالتخلي عن اتفاق الحبوب بسبب عدم تلبية مطالب كثيرة تتعلق بتصدير منتجاتها من الحبوب والأسمدة إلى الخارج. وآخر سفينة تبحر بموجب اتفاق البحر الأسود يجري تحميلها حاليا في ميناء أوديسا الأوكراني قبل الموعد النهائي للاتفاق يوم الاثنين.
ولإقناع روسيا بالموافقة على صفقة البحر الأسود، جرى التوصل إلى مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات وفي الوقت نفسه وافق بموجبها مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في نقل صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة إلى الأسواق الخارجية.
ولا تخضع الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة بعد غزو أوكرانيا، وتقول موسكو إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين شكلت عائقا أمام التصدير.
وكحل بديل لمشكلة عدم الوصول إلى سويفت طلب مسؤولو الأمم المتحدة من البنك الأمريكي جيه.بي. مورجان البدء في معالجة بعض مدفوعات تصدير الحبوب الروسية مع تطمينات من الحكومة الأمريكية.
وقالت كبيرة مسؤولي التجارة بالأمم المتحدة لرويترز الشهر الماضي إن الأمم المتحدة تعمل أيضا مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد لإنشاء منصة للمساعدة في معالجة المعاملات الخاصة بالصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة إلى أفريقيا.
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد إن بريطانيا أيضا "عملت عن كثب مع سيتي أوف لندن (حي المال في العاصمة البريطانية) لتوفير نظام دفع معقد بشدة" للحبوب الروسية.
واتهمت وودوارد يوم الخميس روسيا بأنها "تماطل" بتأخير محاولات كبار مسؤولي الأمم المتحدة للتحدث مع موسكو، وأضافت أن بريطانيا "تفعل ما في وسعها" لتمديد انفاق الحبوب وأن "الكرة حقا في ملعب" روسيا.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)