روسيا تقصف منشآت الحبوب في أوكرانيا لليوم الرابع وتدرب قواتها على احتجاز السفن

تم النشر 21/07/2023, 16:18
© Reuters. مستودع حبوب دمر جراء قصف صاروخي روسي على مجمع لشركة زراعية في منطقة أوديسا بأوكرانيا يوم الجمعة. صورة لرويترز من  الخدمة الصحفية لقيادة العم
USD/TRY
-

من أولينا هارماش

كييف (رويترز) - قصفت روسيا يوم الجمعة منشآت لتصدير المواد الغذائية الأوكرانية لليوم الرابع على التوالي وأجرت تدريبات على احتجاز سفن في البحر الأسود في تصعيد لما يصفه زعماء غربيون بأنه محاولة للالتفاف على العقوبات بالتهديد بأزمة غذاء عالمية.

وجاءت الهجمات المباشرة على الحبوب الأوكرانية، وهي جزء رئيسي من سلسلة الغذاء العالمية، في أعقاب تعهد كييف بالوقوف في وجه حصار روسيا البحري لموانئها لتصدير الحبوب بعد انسحاب موسكو هذا الأسبوع من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لتأمين ممر بحري للصادرات.

وقال أوليه كيبر حاكم منطقة أوديسا عبر تيليجرام "للأسف، قُصفت صوامع حبوب تابعة لمؤسسة زراعية في منطقة أوديسا".

وأظهرت صور نشرتها وزارة الطوارئ اندلاع حريق بين منشآت معدنية منهارة بدت وكأنها كانت مخازن، كما أظهرت الصور مركبة إطفاء لحقت بها أضرار شديدة. وقال كيبر إن شخصين أصيبا، وقال مسؤولون إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم في غارات جوية روسية في أماكن أخرى بأوكرانيا.

وتصف موسكو الهجمات بأنها للرد على قصف أوكرانيا لجسر شيدته روسيا لربطها بشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها بشكل غير قانوني في 2014.

وقالت روسيا إنها ستعتبر أن كل السفن المتجهة إلى المياه الأوكرانية ربما تحمل أسلحة اعتبارا من يوم الخميس، فيما وصفته واشنطن بأنه إشارة إلى أن روسيا قد تهاجم سفن شحن مدنية. وردت كييف لاحقا بإصدار تحذير مماثل بشأن السفن المتجهة إلى روسيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة إن أسطولها في البحر الأسود يتدرب على إطلاق صواريخ على "أهداف عائمة" واحتجاز سفن. ونفى سفير روسيا لدى الولايات المتحدة وجود أي خطة لمهاجمة سفن.

وأدت الهجمات على البنية التحتية لتصدير الحبوب والتهديد الحقيقي للشحن البحري إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاجو يوم الجمعة لتسجل أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ الغزو الروسي في فبراير شباط 2022 في ظل قلق التجار بشأن الإمدادات.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق لمناقشة "التبعات الإنسانية" لانسحاب روسيا من اتفاق الممر الآمن، الذي تقول منظمات الإغاثة إنه ضروري للقضاء على الجوع في الدول الفقيرة.

وعبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن تؤدي محادثات مزمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعادة العمل بالمبادرة. وتوسطت تركيا في الاتفاق مع الأمم المتحدة.

وقال أردوغان للصحفيين خلال عودته من جولة في دول خليجية وشمال قبرص إن وقف العمل بالاتفاق قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا وندرتها في بعض المناطق وربما موجات جديدة من الهجرة.

وأضاف أنه يتعين على الغرب الاستماع إلى بعض مطالب روسيا. وقال "ندرك أن الرئيس (فلاديمير) بوتين يتوقع أيضا أشياء معينة من الدول الغربية، ومن الضروري بالنسبة لهذه الدول اتخاذ إجراءات في هذا الصدد".

وتقول روسيا إنها لن تعود لاتفاق الحبوب، الذي ظل معمولا به لمدة عام، بدون وضع بنود أفضل تتعلق بصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

ويتهم زعماء غربيون روسيا بالسعي لتخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. وتستثني العقوبات بالفعل صادرات المواد الغذائية الروسية. وتتحرك الحبوب الروسية بحرية عبر البحر الأسود للأسواق طوال فترة الصراع، ويقول تجار إن هناك تدفقات روسية من القمح بالسوق.

* فاجنر موجودة قرب الحدود البولندية

ذكرت إذاعة بولندية يوم الجمعة أن طائرة استطلاع عسكرية مسيرة تحطمت بالقرب من قاعدة في جنوب غرب البلاد في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

وشددت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي الإجراءات على حدودها مع روسيا البيضاء حيث صار هناك تواجد لمجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة بعد فشل تمردها الشهر الماضي. وقالت ألمانيا إن الحلف مستعد لمساعدة بولندا في الدفاع عن جناحه الشرقي.

وقالت روسيا البيضاء إن مقاتلي فاجنر يدربون الآن قواتها بالقرب من الحدود البولندية. وقال أشخاص من بولندا يقيمون بالقرب من الحدود يوم الخميس إنهم سمعوا دوي إطلاق نار وأصوات طائرات هليكوبتر.

واعتقل محققون في روسيا القومي البارز إيجور جيركين، وهو قائد سابق للقوات التي تعمل بالوكالة لروسيا في أوكرانيا. وكان جيركين قد جاهر باتهامه لبوتين وقادة الجيش بعدم خوض الحرب في أوكرانيا بالقوة أو الكفاءة الكافيتين.

وقالت تاتيانا ستانوفايا التي أسست شركة آر.بوليتك للدراسات التحليلية إن "هذه نتيجة مباشرة لتمرد بريجوجن. قيادة الجيش الآن تمارس نفوذا سياسيا أكبر لسحق خصومها في المجال العام".

وفي أوكرانيا، قال يوري مالاشكو حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب البلاد إن أربعة أشخاص قتلوا في 80 هجوما روسيا على تجمعات سكنية في المنطقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقال مكتب المدعي العام إن زوجين في الخمسينيات من العمر قُتلا في وقت مبكر من يوم الجمعة في قصف روسي لمدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك بشرق البلاد.

وقال فياتشيسلاف تشاوس حاكم منطقة تشيرنييف في شمال أوكرانيا بالقرب من الحدود مع روسيا، إن جثة امرأة انتشلت من تحت أنقاض مبنى بعد هجوم صاروخي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن روسيا استخدمت بالفعل ما يقرب من 70 صاروخا وما يقارب 90 مسيرة في هجومها هذا الأسبوع الذي تركز معظمه على أوديسا ومناطق جنوبية أخرى.

وكثير من هذه الضربات بعيد تماما عن المعارك على طول خط المواجهة عبر جنوب وشرق أوكرانيا الذي تحاول كييف اختراقه لدحر القوات الروسية المحتلة.

© Reuters. مستودع حبوب دمر جراء قصف صاروخي روسي على مجمع لشركة زراعية في منطقة أوديسا بأوكرانيا يوم الجمعة. صورة لرويترز من  الخدمة الصحفية لقيادة العمليات جنوب القوات المسلحة الأوكرانية

وقال بوتين إن الغرب يذكي "نيران الحرب" بدعمه لأوكرانيا، وإن الأسلحة الغربية المقدمة لأوكرانيا "تحترق بسهولة" في ساحة المعركة. وتقول أوكرانيا إن هجومها المضاد يحرز تقدما مطردا حتى لو كان بطيئا.

وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا العام الماضي وتزعم أنها ضمت ما يقرب من 20 بالمئة من أراضيها. وتقول موسكو إنها شنت الحرب للرد على تهديدات جارتها بينما تصف كييف والغرب الحرب بأنها غير مبررة لاحتلال أوكرانيا.

(إعداد نهى زكريا ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم ومروة غريب)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.