Arabictrader.com - نجحت عقود النفط في تحقيق بعض التعافي من الخسائر الحادة التي تكبدتها على مدار الجلسات الأربعة الماضية، والتي كانت قد دفعت أسعار النفط للتداول عند أدنى مستوياتها فيما يقرب من أسبوعين أمس، مع عودة تركيز المستثمرين على مخاوف نقص المعروض وسط الانتعاش المحتمل في الصين والبيانات الأوروبية الإيجابية.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار عقود خام برنت بحوالي 0.60% لتسجل 78.55 دولار للبرميل، كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بحوالي 0.7% ليصل إلى 73.37 دولار للبرميل.
لماذا ارتفعت أسعار النفط اليوم؟
تلقت أسعار النفط الخام بعض الدعم خلال تعاملات اليوم جراء تزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وسط التدخل العسكري للولايات المتحدة في عدد من الدول بالمنطقة، بعدما قامت الطائرات الأمريكية الحربية بقصف بعض الأهداف في كل من العراق وسوريا في الوقت الذي تستمر فيه بقصف اليمن.
وكانت البيانات الأمريكية القوية لسوق العمل وكذلك تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي وعدد من مسؤولي البنك الآخرين، قد دفعت النفط نحو تكبد قدر كبير من الخسائر، بعدما عززت التوقعات حيال استمرار معدلات الفائدة المرتفعة بالولايات المتحدة لفترة أطول، مع انتقال التطلعات بشأن أول خفض للفائدة من مارس إلى مايو.
ولكن أسعار النفط شهدت اليوم بعض الدعم على خلفية البيانات الإيجابية الصادرة في ألمانيا، أكبر اقتصادات منطقة اليورو، والتي تعد أكبر مستورد لخام النفط بالعالم، حيث شهدت طلبيات المصانع بأكبر اقتصاد صناعي للكتلة الأوروبية أكبر قفزة فيما يقرب من نحو 3 سنوات ونصف، مما حسن المعنويات تجاه الطلب على النفط بمنطقة اليورو.
وجاء هذا بعد يوم واحد من دخول آخر قرارات بنك الصين التيسيرية حيز التنفيذ، حيث قام البنك بخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي لحجم الودائع بالبنوك بواقع 200 نقطة أساس، بما يسمح بضخ سيولة تقدر بحوالي مليار يوان صيني في الاقتصاد، للمساعدة في تعزيز النشاط الاقتصادي بثاني أكبر مستورد لخام النفط بعد منطقة اليورو بأكملها.
وكانت البيانات الصادرة عن شهر يناير قد أظهرت بأن مستثمري المحافظ الاستثمارية قد تسابقوا لبناء مراكز صعودية على عقود النفط في نهاية شهر يناير، وسط مؤشرات على أن تباطؤ دورة الأعمال يقترب من نهايته ومخاوف بشأن الهجمات على ناقلات النفط بالبحر الأحمر، واشترت صناديق التحوط ومديرو الأموال الآخرون ما يعادل 97 مليون برميل في أهم ستة عقود آجلة للنفط وعقود الخيارات بآخر أسابيع الشهر.