Investing.com - يواجه سوق النفط العالمي حاليًا العديد من الرياح المعاكسة التي قد تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط. وعلى الرغم من الارتفاعات القصيرة التي شهدها السوق، إلا أنه يكافح للحفاظ على الزخم التصاعدي. ويتوقع المحللون لدى بايبر ساندلر المزيد من الهبوط.
ويتناول المحللون العوامل الرئيسية التي تسهم في هذه التوقعات الهبوطية، بما في ذلك ضعف الطلب، والمخاوف من زيادة المعروض، وبيئة الاقتصاد الكلي الأوسع نطاقًا.
العوامل الأساسية لهبوط النفط
1- الضعف المستمر في الطلب العالمي
- تبرز بايبر ساندلر العديد من المؤشرات المقلقة، لا سيما من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. حيث تكشف البيانات المنقحة عن مخزونات الصين من المنتجات النفطية والطلب عليها عن انكماش كبير في الاستهلاك.
وفي الفترة من مارس إلى يوليو 2024، انخفض الطلب على المنتجات النهائية في الصين بمقدار 500,000 برميل يوميًا على أساس سنوي، دون أي علامات على التعافي الفوري. وينعكس هذا الانخفاض في الطلب على الطلب في الاقتصادات الرئيسية الأخرى، حيث لا يزال النشاط الصناعي والطلب على النقل ضعيفًا.
ضعف الطلب من الصين، كان الطلب العالمي على الديزل ضعيفًا أيضًا. و"الحقيقة أن الطلب على نواتج التقطير المتوسطة ليس قويًا على أي صعيد. فقد كان النمو العالمي للطلب العالمي على الديزل سلبيًا في آخر 3 أشهر المنتهية في يونيو ويبدو من غير المرجح أن يتحسن في يوليو/أغسطس".
2- المعروض كافي..زيادة المخزونات
- وبالنسبة للعرض يبدو الوضع مقلقًا بنفس القدر. فقد أظهر سوق العقود الآجلة هيكل كونتانجو ثابت، حيث تكون الأسعار المستقبلية للنفط أعلى من الأسعار الحالية، مما يشير إلى توقعات بزيادة العرض.
ويشير المحللون لدى بايبر ساندلر إلى أنه على الرغم من المحاولات الأخيرة لإدارة العرض، إلا أن منظمة أوبك وحلفائها يكافحون من أجل استقرار السوق. وتشدد المذكرة على أن أوبك ستحتاج إلى تنفيذ المزيد من تخفيضات الإنتاج مع دخول السوق في الربع الرابع من عام 2024 لمنع حدوث انخفاض كبير في الأسعار.
- ظلت مستويات المخزون، لا سيما في الولايات المتحدة، مرتفعة. ويتفاقم هذا الفائض بسبب ضعف الطلب العالمي ومستويات الإنتاج القوية من المنتجين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا.
تؤدي مستويات المخزون المرتفعة إلى خلق ضغط هبوطي إضافي على الأسعار حيث تكافح السوق لاستيعاب فائض المعروض.
3- الاقتصاد الكلي..توتر عالمي وسياسات البنوك المركزية
- تساهم بيئة الاقتصاد الكلي الأوسع نطاقًا أيضًا في التوقعات الهبوطية للنفط. فالنمو الاقتصادي العالمي آخذ في التباطؤ، حيث تشير المؤشرات الرئيسية مثل ناتج التصنيع وحجم التجارة إلى تباطؤ.
- تشير المذكرة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة، لا سيما في الولايات المتحدة، من المرجح أن يحد من الإنفاق الاستهلاكي والإنتاج الصناعي، مما يقلل من الطلب على النفط.
- وبالإضافة إلى ذلك، فشلت السياسات الاقتصادية الصينية في تحفيز النمو اللازم لدعم ارتفاع أسعار النفط. ويذكر المحللون أنه على الرغم من بعض التعديلات في السياسات، لم تكن الإجراءات التي اتخذتها بكين كافية لتعزيز النشاط الاقتصادي إلى مستويات من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي على النفط.
الخلاصة..اتجاه هبوطي للنفط
ويدعم التحليل الفني لسوق النفط أيضًا الحالة الهبوطية. وتوضح بايبر ساندلر إلى أن مستويات الدعم الحرجة قد تم اختراقها في جلسات التداول الأخيرة، مع عدم وجود مؤشرات واضحة على انعكاس وشيك. وتشير المذكرة إلى أن المعنويات في السوق لا تزال بالقرب من "الحضيض"، حيث تُظهر مراكز المضاربة في عقود برنت الآجلة انخفاضًا حادًا.