Investing.com - تشير التقديرات الصادرة عن مجموعة "آي إن جي غروب" (ING Groep) إلى أن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين ستؤثر بشكل كبير على أسواق الطاقة والسلع خلال العام المقبل، بينما تبدو التوقعات أكثر تفاؤلاً فيما يتعلق بأسعار الذهب.
وفقاً للتقرير، قد تؤدي تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على شركاء تجاريين، واحتمال رد هؤلاء الشركاء بإجراءات مضادة، إلى اضطرابات واضحة في الأسواق، تشمل قطاعات النفط والمعادن والسلع الزراعية. في المقابل، يترقب المستثمرون تأثير الحوافز الاقتصادية الصينية التي تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي.
الفرصة الأخيرة للحصول على InvestingPro بخصم يصل إلى 55%! اضغط هنا لمراجعة مؤشرات الأداء الرئيسية مثل القيمة العادلة التي تُحتسب من أكثر من 12 نموذجًا ماليًا، مع تقييم الصحة المالية للشركات ووجهات نظر المحللين.
السلع والتوترات التجارية
صرّح المحللان وارن باترسون وإيفا مانثي في التقرير: "من المتوقع أن تشهد أسعار وأداء العديد من السلع انخفاضاً خلال عام 2025، نظراً للتوازن النسبي بين العرض والطلب. ومع ذلك، فإن احتمالات تصاعد التوترات التجارية قد تُلقي بظلالها السلبية، بينما تستمر الأسواق في ترقب تأثير الحوافز الصينية على قطاع السلع."
على الرغم من أن سياسات الرئيس ترمب من غير المرجح أن تؤثر بشكل جوهري على إنتاج النفط في الولايات المتحدة، تشير التوقعات إلى أن أسعار النفط الخام ستتعرض لضغوط بفعل النمو الملحوظ في الإمدادات من خارج منظمة "أوبك". ويتوقع التقرير أن ينخفض متوسط سعر خام برنت إلى نحو 71 دولاراً للبرميل خلال العام المقبل، مقارنة بمستوياته الحالية التي تبلغ حوالي 74 دولاراً.
أما بالنسبة للغاز الطبيعي، فمن المتوقع أن تسهم محطات التصدير الجديدة للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة في تعزيز الطلب المحلي ورفع الأسعار، إلى جانب تمكين أوروبا من تعويض النقص في الإمدادات الروسية. ومع افتراض شتاء معتدل البرودة، يُتوقع أن تنخفض أسعار الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية.
- اقرأ أيضًا: سهم ذكاء اصطناعي يطير بعد إعلان هام من الشركة.. ولكن حذار من هبوط قوي!
- اقرأ أيضًا: أداة InvestingPro تصيب من جديد.. سهم يحقق القيمة العادلة المتوقعة
الذهب: ملاذ آمن
يرى التقرير أن الذهب سيواصل أداءه القوي الذي شهدته الأسواق هذا العام، مدعوماً بالمخاوف الجيوسياسية. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الذهب حوالي 2760 دولاراً للأونصة في عام 2025، مقارنة بمستواه الحالي البالغ 2713 دولاراً.
ومن المتوقع أن تأتي غالبية المشتريات من البنوك المركزية التي تهدف إلى تنويع احتياطياتها الأجنبية. كما أن التوترات الجيوسياسية والتجارية قد تضيف المزيد من الزخم للمعدن الأصفر كخيار آمن للمستثمرين.
فيما يتعلق بالمعادن الصناعية، تبدو التوقعات أقل إيجابية نتيجة لعوامل عديدة، مثل التوترات التجارية المحتملة، والتعديلات المحتملة في قوانين المناخ الصادرة عن إدارة بايدن، فضلاً عن تراجع الطلب الصيني. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر النحاس حوالي 8900 دولار للطن في 2025، مقابل مستوياته الحالية التي تتجاوز 9200 دولار.
أما السلع الزراعية، فتشير التقديرات إلى أن الحبوب ستكون الأكثر عرضة لتأثيرات النزاعات التجارية. كما ستبقى الأحوال الجوية عامل قلق رئيسي في هذا القطاع، مما يؤدي إلى تذبذب مستمر في أسعار الكاكاو والقهوة خلال العام المقبل.
تتجه أسواق الطاقة والسلع إلى مواجهة تحديات ملحوظة في العام المقبل بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، مع ضغوط واضحة على النفط والغاز والمعادن الصناعية. ومع ذلك، فإن الذهب يبرز كملاذ آمن، مدعوماً بالمخاوف الجيوسياسية، مما يعزز مكانته كاستثمار مفضل وسط هذه البيئة الاقتصادية المضطربة.