ارتفعت أسعار البترول لليوم الثانى على التوالى بعد قطع السعودية، علاقاتها مع إيران، جرّاء الهجوم على سفارتها فى طهران ضمن أثناء الاحتجاج على إعدام السعوديين لرجل شيعى بارز.
وارتفعت العقود الآجلة بنحو 3.5% فى نيويورك، ما أضاف على مكاسب يوم الخميس بنسبة 1.2%.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن المملكة العربية السعودية وإيران، تأتيان فى المرتبتين الأولى والخامسة على التوالى فى إنتاج البترول داخل منظمة الأوبك، وتتناقض مواقفهما مع النزاعات فى الشرق الأوسط من سوريا إلى اليمن.
وحصدت أسعار البترول الأسبوع الماضى أكبر خسائر على الإطلاق على مدار عامين وسط تكهنات بأن تطول وفرة المخزونات العالمية، بجانب زيادة الولايات المتحدة لإنتاج البترول الصخرى وتخلى الأوبك، عن سقف الإنتاج.
وقال ريك سبونر، كبير المحللين فى أسواق «سى ام سى» فى سيدني، إن السوق يرى فى الاضطرابات الجديدة بين المملكة وايران، احتمالية لتصعيد المشكلات على المدى الطويل فى الدول المنتجة للبترول.
وأضاف: من المرجح أن تؤدى السياسات الجديدة إلى تسوية مراكز البيع على المكشوف، علاوة على زيادة قسط المخاطر التى تحتسب فى التسعير، موضحاً أنه ليس هناك تهديد مباشر للإنتاج فى الوقت الحالي.
وزاد تسليم فبراير لغرب تكساس الوسيط بنحو دولار و28 سنتاً للبرميل ليسجل قيمة إجمالية 38 دولاراً، و32 سنتاً للبرميل فى بورصة نيويورك التجارية، وتوقف عند 37 دولاراً، و43 سنتاً فى الساعة 7:54 صباحاً بتوقيت لندن.
وارتفع خام برنت لتسوية فبراير بنحو دولار و22 سنتاً، أى بنسبة 3.3%، ليسجل إجمالى 38 دولاراً، و50 سنتاً للبرميل فى العقود الآجلة الأوروبية. وتراجعت الأسعار العام الماضى بنسبة 35% لتسجل بذلك انخفاض السنوى الثالث.
وأعلن وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، مساء الأحد فى الرياض، أن السفير الإيرانى فى المملكة لديه 48 ساعة فقط لمغادرة البلاد.
ووصفت «بلومبرج» الأزمة بأنها الأسوأ بين القوتين الإقليميتين منذ أواخر الثمانينات، عندما علقت السعودية علاقاتها مع إيران عقب الهجوم على سفارتها فى أعقاب وفاة الحجاج الإيرانيين أثناء موسم الحج فى مكة المكرمة.
ووفقاً لبيانات جمعتها «بلومبرج»، أنتجت المملكة العربية السعودية 10،25 مليون برميل فى ديسمبر الماضى، ما يساعد على إبقاء إنتاج أوبك اليومى فوق 32 مليون برميل للشهر السابع على التوالى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ضخت فيه إيران 2.7 مليون برميل يومياً، وتسعى لتعزيز صادراتها من البترول فور رفع العقوبات الدولية.
وأكدّ روبن ميلز، المحلل فى شركة منار، لاستشارات الطاقة فى دبي، أن المخاوف الجيوسياسية تبقى على ارتفاع الأسعار، لا سيما مع التوترات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ولكنه يرى أن كافة مؤشرات المعروض تدل على هبوط جديد لأسعار البترول، فإيران تقترب من العودة إلى السوق، وروسيا تنتج عند أعلى مستوى، ومعظم أعضاء أوبك، تنتج بقدر استطاعتها دون وضع سقف للإنتاج.