تشهد أسواق النفط الخام المادية العالمية تراجعًا في أسواق النفط الخام العالمية بسبب انخفاض الطلب من المصافي ووفرة المعروض، وفقًا لتجار ومحللين في هذا القطاع.
ويتجلى هذا الاتجاه بشكل خاص في أوروبا، حيث يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم إلى إضعاف الطلب الاستهلاكي والصناعي. وتساهم الولايات المتحدة، وهي منتج من خارج منظمة أوبك، في زيادة المعروض، مما قد يؤثر على أوبك بلس لمواصلة قيود الإنتاج في اجتماعهم القادم في 1 يونيو.
وعلى الرغم من انتهاء المصافي من أعمال الصيانة الموسمية وزيادة طاقتها الاستيعابية من النفط الخام، إلا أنها لم تشهد الارتفاع المتوقع في الطلب. وقد أشار أحد المحللين في ساكسو بنك إلى أن المستهلكين يتعرضون لضغوطات بسبب التحديات الاقتصادية المختلفة، وهو ما لا يُترجم إلى ارتفاع الطلب على الخام.
وتُعد منطقة بحر الشمال، التي تنتج درجات الخام التي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد معيار العقود الآجلة لخام برنت، إحدى المناطق التي يظهر فيها ضعف السوق بشكل واضح. في 14 مايو/أيار، وصل فارق سعر خام بحر الشمال الأربعيني إلى 97 سنتًا خصمًا عن خام برنت المؤرخ، وهي أكبر فجوة منذ يناير/كانون الثاني 2023.
وبالمثل، تم تقييم شحنات خام غرب تكساس الوسيط في شمال غرب أوروبا بخصم 69 سنتًا عن خام برنت المؤرخ في 13 مايو، مسجلاً أدنى نقطة منذ أن أصبح خام غرب تكساس الوسيط في شمال غرب أوروبا جزءًا من معيار برنت في مايو من العام السابق.
وأشارت شركة "سبارتا كوموديتيز" إلى أن التسعير الفعلي تحت ضغط، مما يشير إلى أن ارتفاع مخزونات الخام قد يتسبب في تأخير أنشطة الشراء. كما يتزايد المعروض من الخامات الخفيفة منخفضة الكبريت، مثل تلك الواردة من غرب أفريقيا والولايات المتحدة، مما يزيد من تخمة المعروض العالمي.
وينعكس الوضع الحالي للسوق في هيكل مقايضات برنت قصيرة الأجل، حيث يتم تداول الخام للتسليم الفوري بخصم 1.07 دولار للبرميل عن عقد يوليو، مما يشير إلى وجود فائض في الإمدادات الفورية ونقص في الطلب. وتتناقض حالة السوق هذه، والمعروفة باسم كونتانجو، مع التخلف، حيث يتم تداول التسليم الفوري بعلاوة.
وفي الولايات المتحدة، تتراجع الأسواق الفعلية في الولايات المتحدة، حيث انخفضت أسعار خام لويزيانا الخفيف الحلو إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع عند 2.33 دولار للبرميل فوق خام غرب تكساس الوسيط في 16 مايو. وتقل معدلات المعالجة في مصافي التكرير الأمريكية عن المستويات الموسمية المعتادة، حيث بلغ متوسط استخدام المصافي لمدة أربعة أسابيع 88.7% للأسبوع المنتهي في 10 مايو، منخفضًا من 91.2% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت مستويات المعروض من البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة، وهي مؤشرات للطلب، بنسبة تتراوح بين 4 و5% مقارنة بعام 2023.
على الصعيد العالمي، انخفضت هوامش أرباح المصافي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انخفاض قيم الديزل، وهو منتج مهم لكل من قطاعي الصناعة والنقل. وأشار أحد المحللين في شركة PVM، إلى أن انخفاض الهوامش هو مؤشر واضح على الإفراط في إنتاج الوقود وسط ضعف الطلب. وقد أدى ذلك إلى قيام مصافي التكرير الآسيوية بتخفيض معالجة الخام في شهر مايو، مع احتمال إجراء المزيد من التخفيضات في الأشهر المقبلة.
ويؤثر ضعف الطلب على التكرير في آسيا على أسعار الخام في الشرق الأوسط، حيث انخفض خام دبي القياسي إلى أدنى مستوى له في شهرين تقريبًا عند 81.24 دولار للبرميل في 8 مايو. كما أدى ذلك أيضًا إلى فائض في المعروض النيجيري، مما دفع البائعين إلى خفض أسعار شحنات شهر مايو. وانخفضت علاوة خام كوا إيبو النيجيري إلى سعر خام برنت المؤرخ إلى 2.10 دولار في 15 مايو، وهو أدنى سعر منذ فبراير.
وأفاد مشترٍ آسيوي للخام لم يُكشف عن اسمه بأنه أوقف مشتري الخام الآسيوي مشترياته من خام غرب أفريقيا وخام غرب تكساس الوسيط، متوقعًا المزيد من الانخفاضات في الأسعار، مما يعكس تشبع السوق بالنفط.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.