ساو باولو، 19 يونيو/حزيران (إفي): اعتقلت الشرطة البرازيلية 47 شخصا في نهاية سادس مسيرة احتجاجية في ساو باولو ضد ارتفاع تعريفة وسائل النقل العام، شهدت نهب العديد من المتاجر ونشوب حرائق، ومحاولة اقتحام مجموعة من المتظاهرين لمقر حاكم المدينة البرازيلية.
وبعد ساعات من تدخل الشرطة العسكرية لمنع محاولة اقتحام مقر حاكم المدينة، وقعت مواجهات بينها وبين متظاهرين في شوارع ساو باولو، خلال المسيرة التي انتهت صباح اليوم وشارك فيها نحو 50 ألف شخص.
وقال أحد أفراد الشرطة لثلاث سيدات في منتصف العمر عندما حاولن الاختباء في إحدى الحانات "إن لم تخرجن من هنا، سأطلق النار".
وأكدت إحدى هؤلاء المتظاهرات "إنها ترتعد حتى الآن"، بعد أن حاولت الركض دون جدوى للاختباء في أي مكان.
وجاء تدخل الشرطة بعد نهب متاجر واقتحام فروع مصارف في وسط المدينة بغرض السرقة من قبل مجموعات يقول المحتجون إنها لا تمثلهم.
واعتقلت الشرطة 47 شخصا وهم يحملون أجهزة تلفاز ومايكرويف وملابس، بل وكان أحدهم يحاول دفع بوتاجاز في وسط ميدان "سي"، بوسط المدينة.
وقالت الشرطة إن المعتقلين من المخربين ومدمني المخدرات الذين استغلوا الوضع لإحداث الفوضى.
وكانت نهاية المسيرة حزينة للحركة الاحتجاجية التي كانت سلمية منذ انطلاقها من ميدان "سي" بعد انتهاء ساعات العمل.
وكان المتظاهرون ينادون على سكان المنازل الذين كانوا يراقبونهم من الشرفات ويقولون "تعالوا إلى الشارع، تعالوا ضد الزيادة" في تعريفة وسائل النقل.
وإلى جانب المطالبة بخفض تعريفة مواصلات النقل العام، طالب آخرون بزيادة الاستثمارات في الصحة والتعليم وخفض النفقات على الأحداث الرياضية مثل كأس القارات ومونديال 2014.
وتقول أنا نيميير، وهي طالبة في المدرسة الثانوية وتبلغ من العمر 17 عاما "لا توجد أدوية في المستشفيات، لا توجد أدوات في المدرسة. فقط يستثمرون في المونديال".
وكان المتظاهرون يرددون شعارات تنتقد الإنفاق الباهظ على الأحداث الرياضية ويقولون "يا فيفا، ادفعي التعريفة"، في إشارة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويقول ريني دي باروس وهو أستاذ جامعي يبلغ من العمر 50 عاما "اعتقد أن شيئا ما يجب أن يحدث. الحكومة تفعل ما تريد. علينا أن نغذي هذه الحركة الشرعية".
وقرب الميدان، حاولت مجموعة من المتظاهرين اقتحام مقر حاكم ساو باولو، وكانت لحظة تهشيم زجاج المبنى فارقة في سلمية المظاهرة، حيث اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين وبدأت في استخدام الغازات المسيلة للدموع وملاحقتهم.
وأشعل بعض الأشخاص النيران في سيارة تابعة لقناة "تي في ريكورد"، التي انتقدت المسيرات.
وأصيب اثنان من أفراد الشرطة في المواجهات، بحسب السلطات المحلية، التي أعلنت أيضا عن محاولة لاقتحام مسرح البلدية أثناء تقديم أحد الأعمال المسرحية. (إفي)