Investing.com – بقي الدولار الأمريكي متراجعاً أمام أغلب العملات الرئيسية في تداولات الفترة الأمريكية لليوم الإثنين، بعد صدور بيانات مبيعات المنازل الجديدة، ووسط حالة من الحذر من قبل المستثمرين في مستهل أسبوع حافل بالأحداث التي ستترقبها الأسواق، من ضمنها المناظرة المتلفزة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، ومع تراجع الإحتمالات برفع أسعار الفائدة من طرف بنك الإحتياطي الفيدرالي، وبعد أن ساهمت تصريحات محافظ بنك اليابان في دعم الين أمام الدولار.
فخلال ساعات الظهيرة بالتوقيت الأمريكي الشرقي، سجل مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، قراءة قدرها 95.18، ليتراجع بنسبة 0.24٪.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت اليوم، قد أظهرت أن مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة قد تراجعت بأقل من المتوقع في آب/اغسطس، وذلك بعد شهر واحد فقط من وصولها لأعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. ففي التقرير الرسمي الذي صدر في وقت سابق اليوم، قالت وزارة التجارة الأمريكية أن مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة قد تراجعت بنسبة معدلة موسمياً قدرها 7.6٪ خلال شهر آب/اغسطس، إلى ما مجموعه 609 ألف وحدة سكنية. كما تم تنقيح رقم شهر تموز/يوليو ليصبح 659 ألف وحدة، من القراءة الأولية والبالغة 654 ألف وحدة.
وكان المحللون يتوقعون تراجعاً بنسبة 8.8٪ من القراءة الاولية لشهر تموز/يوليو، إلى ما مجموعه 600 ألف وحدة.
وتعتبر مبيعات المنازل احدى أهم الأدوات لقياس مدى صحة قطاع الإسكان وهو من القطاعات القيادية الذي ترتبط قوته بقوة الإقتصاد ككل بشكل وثيق.
وبقي الدولار تحت الضغط في ظل قرار بنك الإحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على السياسة النقدية على حالها. وكان بنك الإحتياطي الفيدرالي قد قرر في ختام اجتماع إستمر يومين وإنتهى مساء الأربعاء، ترك أسعار الفائدة دون تغيير. بالإضافة إلى ذلك، خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي توقعاته لرفع سعر الفائدة لهذا العام من إثنتين إلى مرة واحدة فقط، وتوقع رفعاً أقل هدوئاً خلال العامين المقبلين 2017 و2018. ومع ذلك، أشار البنك المركزي الأكبر في العالم إلى أنه يمكن أن يقرر تشديد السياسة النقدية قبل نهاية العام إذا استمر سوق العمل في التحسن. وتتسبب توقعات رفع الفائدة في تقديم الدعم للدولار من خلال جعل العملة الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين الحائزين على العائد.
وكان مؤشر الدولار قد تراجع بنسبة 0.75٪ على أساس أسبوعي بنهاية تداولات يوم الجمعة، إلا أن الأسواق ما تزال مقتنعة أن هنالك رفع قريب لأسعار الفائدة مما سيقدم الدعم للدولار على الأغلب.
من جهة أخرى، من المقرر أن يتواجه المرشحين للرئاسة الأمريكية الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب في أول مناظرة تلفزيونية بينهما في جامعة هوفسترا في ولاية نيويورك مساء اليوم الاثنين. وسوف يبدأ النقاش عند الساعة 9:00 مساء بالتوقيت الشرقي (01:00 بتوقيت جرينتش من يوم الثلاثاء)، وسيدير المناظرة (ليستر هولت) من قناة سي بي إس الإخبارية. وستستمر المناظرة لمدة 90 دقيقة، وستكون الأولى من بين ثلاثة مناظرات متلفزة ستجمع بين المرشحين.
وتتوقع الأسواق فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالرئاسة ولم تأخذ الآثار المترتبة على انتصار دونالد ترامب في حال حدوثه. وترى الأسواق أن فكرة وجود ترامب في البيت الأبيض هي فكرة مثيرة للقلق بالنسبة لبعض المستثمرين الذين يرفضونها في الوقت ويقولن أن أفكاره وأسلوبه لا يمكن التنبؤ بها.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقاربا في السباق، مع تضيق الفارق الذي كان مريحاً لكلينتون في السابق. ففي أحدث استطلاع للرأي أجرته (ان بي سي) و(وول ستريت جورنال) أظهرت الأرقام تقدم كلينتون بفارق 6 نقاط، بواقع 43٪ مقابل 37٪.
وتراجعت العملة الأمريكية أمام نظيرتها الأوروبية، مع إرتفاع اليورو/دولار بواقع 0.27٪ ليتداول عند 1.1256.
وفي وقت سابق اليوم قالت مؤسسة (أيفو) للأبحاث الإقتصادية أن مؤشر مناخ الأعمال الألماني قد إرتفع لهذا الشهر مسجلاً قراءة قدرها 109.5 نقطة مقابل 106.3 نقطة الشهر الماضي. وكان المحللون يتوقعون إرتفاعاً اقل حدة بكثير إلى 106.4 نقطة. وتعتبر القراءة التي تم إعلانها اليوم القراءة الأعلى للمؤشر منذ تموز/يوليو 2014.
وتراجعت العملة الأمريكية أمام نظيرتها البريطانية، مع إرتفاع الباوند/دولار بنسبة 0.09٪ ليسجل 1.2966، ويبقى على مقربة من ادنى مستوياته في ستة أسابيع والذي كان قد سجله عند 1.2912 يوم الجمعة. وكان وزير خارجية المملكة المتحدة بوريس جونسون قد قال انه يتوقع ان تبدأ بلاده مفاوضات (بريكزيت) الرسمية مطلع العام المقبل. وتشير هذه التصريحات إلى انه من الممكن أن تسير بريطانيا بشكل أسرع إلى حد ما في عملية إتمام إجرائات الخروج من الإتحاد الأوروبي.
وكان الجنيه الاسترليني قد سجل أدنى مستوى في 31 عاماً وتداول تحت مستوى 1.28 في أعقاب صدمة تصويت (بريكزيت) في أواخر حزيران/يونيو.
وتراجع الدولار أمام العملة السويسرية مع إنخفاض الدولار/فرنك بنسبة 0.32٪ ليتداول عند 0.9679.
كما تراجعت العملة الامريكية أمام نظيرتها اليابانية مع إنخفاض الدولار/ين بنسبة 0.50٪ ليتداول عند 100.47. وإرتفع الين بعد ان قال محافظ بنك اليابان (هاروهيكو كورودا) أن البنك سيبقى على إستعداد تام لاستخدام كل وسيلة متاحة لتحقيق هدف التضخم البالغ 2٪، بما في ذلك إتخاذ تدابير تحفيزية إضافية. وكان بنك اليابان قد قام بتحول غير متوقع الأسبوع الماضي وأعلن عن تخليه عن هدفه برفع القاعدة النقدية، وبدلا من ذلك اعتمدت ما يسمى بـ "التحكم بمنحنى العائد" وهي السياسة الجديدة التي سيشتري بموجبها البنك سندات حكومية طويلة الأجل للحفاظ على عائدات سندات الـ10 سنوات عند المستويات الحالية حول 0٪. كما أعلن البنك المركزي أيضا انه سيواصل شراء سندات حكومية طويلة الأجل بوتيرة تضمن أن ترتفع ممتلكات البنك من هذه السندات بواقع 80 تريليون ين سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، أعلن بنك اليابان أنه قد ترك أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى -0.1٪ كما كان متوقعاً.
هذا وتراجع الدولار الأمريكي أمام عملات القارة الأوقيانوسية، مع إرتفاع كل من الأسترالي/دولار بنسبة 0.29٪ ليسجل 0.7644، والنيوزيلندي/دولار بنسبة 0.29٪ ليتداول عند 0.7265.
وفي الوقت نفسه تراجع الدولار/كندي بنسبة 0.08٪ ليتداول عند 1.3162.
وبدأ الدولار الكندي تعافيه من أسوأ مستوياته في 5 أيام مع تعافي أسعار النفط من خسائر يوم الجمعة الحادة، في ظل حالة من التفاؤل بإنطلاق المنتدى الدولي للطاقة في نسخته الـ15 والي سيفتتح اعماله في الجزائر العاصمة مساء اليوم الإثنين، وستتابع الأسواق هذا المؤتمر بكل إهتمام مع التركيز على مشاركة أعضاء أوبك فيه، والذين قد يتباحثون في موضوع خفض الإنتاج.
وتستضيف الحكومة الجزائرية هذا المنتدى في الفترة من 26 الى 28 أيلول/سبتمبر حيث سيجمع وزراء وكبار مسؤولين ومدراء تنفيذيين، وممثلين عن المنظمات الدولية، وخبراء في مجال الطاقة من الدول الـ72 الأعضاء من منتدى الطاقة الدولي.
ويسعى منتدى الطاقة الدولي إلى تعزيز الحوار العالمي بخصوص الطاقة في سياق إنخفاض أسعار النفط العالمية بأكثر من 50٪ منذ اجتماع المنتدى الأخير الذي جرى في آيار/مايو 2014، بسبب ضعف النمو الاقتصادي العالمي وإرتفاع المعروض في الأسواق العالمية مما خفض إيرادات البلدان المصدرة للنفط بشكل كبير.
ومن المتوقع مبدئيا أن يجتمع أعضاء أوبك بعد ظهر الأربعاء، بحضور السعودية وغيرها من أهم مصدري النفط في الشرق الأوسط، مثل إيران والعراق. وسيكون هذا الاجتماع غير رسمي، ومن المتوقع أن تشارك فيه روسيا التي هي دولة غير عضو في أوبك، على الرغم من أن بعض التقارير الأسبوعية التي صدرت الأسبوع الماضي قد أشارت إلى أن الوفد الروسي قد لا يبقى في الجزائر حتى إختتام اعمال المنتدى.
وكانت تقارير إخبارية قد قالت يوم الجمعة أن المملكة العربية السعودية قد عرضت تخفيض الإنتاج النفطي اذا وافقت ايران على تخفيض إنتاجها المحدد للعام الحالي، في محاولة لإيجاد حل وسط بين الدولتين قبل أيام قليلة من إنطلاق محادثات منجي النفط غير الرسمية المقررة في الجزائر.
وعززت هذه الأخبار من إحتمالات إتخاذ قرار من الدول الرئيسية المنتجة للنفط بتجميد الإنتاج عند مستوياته الحالية بهدف دعم السوق، لكن أغلب الخبراء ما زالوا يرون ان مثل هذا القرار لن يتم خلال هذا الاجتماع ومن الممكن ان يتم خلال اجتماع أوبك الرسمي المقرر في فيينا يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر.