من سانجيف ميجلاني وأفتاب أحمد
نيودلهي/لاهور (رويترز) - أغلقت الهند وباكستان مقرات جماعة دعوية إسلامية يوم الثلاثاء وبدأتا التحقيق في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبطة بأنشطتها.
وجماعة التبليغ هي حركة دعوية سنية لها وجود في جميع أنحاء العالم. ويحضر عشرات الآلاف تجمعاتها في مدينة لاهور الباكستانية ومناطق أخرى بجنوب آسيا كل عام.
وسجلت الهند حتى الآن 1251 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد توفي 32 منهم فيما سجلت باكستان 1914 إصابة و20 حالة وفاة.
وتبدو الأرقام ضئيلة عند مقارنتها بالولايات المتحدة وإيطاليا والصين. لكن مسؤولين بقطاعات الصحة يقولون إن المنظومات الصحية في كلا البلدين ضعيفة وقد تجد نفسها في مواجهة ما يفوق ذلك إذا زادت الحالات.
ومن بين بؤر التفشي الرئيسية التي أعلنت عنها حكومة نيودلهي، حي مسلم تتمركز فيه جماعة التبليغ، التي تأسست قبل نحو 100 عام، بعد أن أكدت التحاليل إصابة عشرات بالفيروس ووفاة ما لا يقل عن سبعة أشخاص.
وقالت السلطات إن الناس ظلوا يترددون على مقر جماعة التبليغ في مبنى من خمسة طوابق بحي تشقه الأزقة الضيقة المتعرجة، قادمين من مناطق أخرى من البلاد وخارجها، وإن الجماعة أقامت أيضا مناسبات لإلقاء الخطب، على الرغم من أوامر الحكومة بشأن التباعد الاجتماعي.
وكان مبنى الجماعة يكتظ بمئات الأشخاص حتى مطلع الأسبوع عندما بدأت السلطات في إخراجهم لإجراء الاختبار. ووصلت حافلات إضافية يوم الثلاثاء لنقلهم إلى مراكز الحجر الصحي في جزء آخر من المدينة.
وقالت إدارة المدينة في بيان "يبدو أن بروتوكولات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي لم تطبق هنا".
وأضاف "انتهك المسؤولون هذه الشروط ورُصدت الكثير من حالات الإصابة... بهذا الإهمال الجسيم تعرضت أرواح الكثيرين للخطر... لم يكن هذا سوى عمل إجرامي".
*تعقب التحركات
وتحاول السلطات تعقب تحركات أعضاء جماعة التبليغ في أعقاب الاجتماعات في دلهي والأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم.
وفي باكستان تم إغلاق مقر جماعة التبليغ في لاهور وقال مسؤولون إن مقرات أخرى للجماعة في أنحاء البلاد وضعت في الحجر الصحي بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة 143 من أعضاء الجماعة بينها ثلاث وفيات.
وذكرت وسائل إعلام أن هناك أيضا أعضاء بجماعة التبليغ من ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند ونيبال وميانمار وقرغيزستان والسعودية.
وقالت وزارة الصحة الماليزية في مؤتمر صحفي في كوالالمبور إنها تجري تحقيقات بشأن وجود ماليزيين في اجتماع دلهي.
وفي محاولة لوقف انتشار الفيروس، تم فرض إجراءات العزل العام في الهند، التي يزيد عدد سكانها عن 1.3 مليار نسمة، لمدة 21 يوما تنتهي في منتصف أبريل نيسان. لكن عشرات الآلاف من المهاجرين غير العاملين يفرون إلى الريف، مما يدمر فعالية القيود.
وقال مشرّف علي، وهو أحد مديري مركز التبليغ في دلهي، إن الجماعة حاولت الحصول على مساعدة الشرطة وإدارة المدينة للتعامل مع العدد الكبير من الأشخاص الذين كانوا عاجزين عن المغادرة بعد أن أعلنت الحكومة عن إجراءات العزل العام.
وقالت جماعة التبليغ في بيان "في ظل هذه الظروف القاهرة، لم يكن هناك خيار... سوى استيعاب الزوار الذين تقطعت بهم السبل مع اتخاذ الاحتياطات الطبية المفروضة إلى حين يصبح الوضع ملائما لتحركهم أو إلى حين تتخذ السلطات ترتيباتها".
وفي بنجلادش، قالت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للمسؤولين الحكوميين إنها قد تزيد أمد إجراءات العزل العام الحالي المقررة لمدة 10 أيام لتمتد بضعة أيام إضافية بعد الرابع من أبريل نيسان.
وفيما يلي بيانات عن انتشار الفيروس في بلدان جنوب آسيا الثمانية، وفقا للأرقام الحكومية:
* سجلت باكستان 1914 حالة بينها 20 حالة وفاة.
* سجلت الهند 1251 حالة بينها 32 وفاة.
* سجلت سريلانكا 132 حالة بينها حالتا وفاة.
* سجلت أفغانستان 183 حالة، بينها 4 وفيات.
* سجلت بنجلادش 51 حالة بينها 5 وفيات.
* سجلت المالديف 28 حالة دون أي وفيات.
* سجلت نيبال خمس حالات بلا وفيات.
* سجلت بوتان أربع حالات دون وفيات.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)