من عزيز اليعقوبي وستيفن كالين
دبي (رويترز) - قالت الأمم المتحدة ومصادر مطلعة يوم الخميس إن المنظمة والحلفاء الغربيين يستشهدون بالخطر الماثل من وباء كورونا لدفع الطرفين المتحاربين في اليمن نحو محادثات جديدة لإنهاء الحرب التي تركت الملايين عرضة للمرض.
وقال مصدران إن الأمم المتحدة أرسلت اقتراحا للحكومة المعترف بها دوليا وللتحالف العسكري الذي تقوده السعودية الذي يدعمها وللحوثيين المتحالفين مع إيران الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأغلب المدن الرئيسية.
وقالا إن مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن يعمل على عقد اجتماع بين الأطراف عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة في وقت قريب لبحث وثيقة عمل تدعو إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد بما في ذلك كل الأعمال العدائية الجوية والبرية والبحرية ودعوة الطرفين لضمان التزام قواتهما على جبهات القتال.
وقال مكتب جريفيث إن الحاجة لمحادثات السلام عاجلة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن اليمن لم يسجل أي حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، لكن تنتشر الكوليرا وحمى الدنج والملاريا في البلاد ويعتمد نحو 80 بالمئة من السكان على المساعدات الإنسانية.
وجاء في بيان من مكتب جريفيث "مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن يعمل على إشراك الطرفين للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال على مستوى البلاد... والاستئناف العاجل للعملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب بشكل شامل".
وأضاف "هذه العملية تهدف كذلك إلى تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة تهديد كوفيد-19". وتابع أنه يتواصل كذلك مع عدد كبير من اليمنيين للتشاور بشأن كيفية دعم قدرات اليمن على "تجنب تفشي كوفيد-19 أو الحد منه".
وأودى الصراع المستمر منذ خمس سنوات والذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران بحياة أكثر من مئة ألف شخص وفجر أزمة إنسانية دفعت الملايين إلى شفا مجاعة وأجبرت الآلاف على العيش في مخيمات النازحين.
ولم يرد متحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أو جماعة الحوثي على طلب رويترز الحصول على تعقيب.
ويسعى مبعوث الأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات السياسية الشاملة التي عقدت في ديسمبر كانون الأول عام 2018.
وبدأت السعودية محادثات غير مباشرة مع الحوثيين في أواخر العام الماضي أدت إلى انحسار مؤقت في العمليات العسكرية لكن تصاعد العنف في الفترة الأخيرة هدد اتفاقات السلام الهشة في الموانئ اليمنية الأساسية التي تستقبل الواردات وتدفقات المساعدات.
* الولايات المتحدة تبدي قلقها
قالت ثلاثة مصادر منها المصدران السابقان إن الرياض اقترحت في الفترة الأخيرة استضافة اجتماع بين التحالف والحوثيين ومسؤولين من الأمم المتحدة في قاعدة عسكرية بالمملكة لكن الحوثيين رفضوا العرض بسبب غياب الثقة.
وقال مصدر لرويترز "التحدي الأساسي هو أن كل طرف يريد أن تكون له سيطرة أكبر قبل بدء المحادثات مما يصعد العنف".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية دون الخوض في التفاصيل إن وزير الخارجية مايك بومبيو أبدى قلقه في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يوم الأربعاء بشأن جائحة كورونا وبحث حرب اليمن.
ورحب الطرفان المتحاربان بدعوة أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار لكن الحوثيين أطلقوا صواريخ يوم الأحد على مدن سعودية منها الرياض. واعترضتها السعودية وردت يوم الاثنين بضربات جوية مكثفة على صنعاء والحديدة.
وكانت هذه أول مرة تتعرض فيها الرياض لهجوم صاروخي من الحوثيين منذ الصيف الماضي. وعرض الحوثيون في سبتمبر أيلول الماضي وقف الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية إذا أوقف التحالف ضرباته الجوية على اليمن لكنهم قصفوا مناطق حدودية سعودية بعد ذلك ولم يتفق الطرفان رسميا على هدنة.
وأخرج الحوثيون حكومة عبد ربه منصور هادي من صنعاء في أواخر 2014 مما دفع التحالف السني المدعوم من الغرب للتدخل في مارس 2015 لإعادته لكنه لم يحقق تقدما عسكريا يذكر منذ سنوات. ويقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير سها جادو)