بغداد (رويترز) - يقول ثلاثة أطباء من المشاركين بشكل وثيق في عملية إجراء الاختبارات لرصد الإصابات بفيروس كورونا ومسؤول في وزارة الصحة العراقية ومسؤول سياسي كبير إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 يفوق بآلاف الرقم المعلن وهو 772.
وطلبت المصادر عدم ذكر أسمائها. وأمرت السلطات العراقية الطواقم الطبية بعدم الحديث لوسائل الإعلام.
ونفت وزارة الصحة العراقية، المصدر الرسمي الوحيد للمعلومات عن عدد المصابين والوفيات بفيروس كورونا، ما قالته المصادر في تلك القصة عن وضع تفشي المرض.
وقال سيف البدر المتحدث باسم وزارة الصحة في رسالة نصية أرسلها لرويترز إن هذه المعلومات غير صحيحة دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وأرسلت رويترز رسائل صوتية ونصية تسأل المتحدث باسم الوزارة عن العدد الفعلي للحالات المؤكدة وإن كان أعلى من المعلن وإذا كان كذلك فلماذا.
وقالت الوزارة في أحدث بيان يومي لها يوم الخميس إن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 772 وللوفيات 54.
لكن الأطباء الثلاثة الذين يعملون في فرق طبية تساعد في اختبار الحالات المشتبه بإصابتها في بغداد قالوا إن عدد الحالات المؤكدة، استنادا لنقاشات مع زملائهم الذين يتلقون نتائج التحاليل اليومية، يتراوح بين ثلاثة آلاف وتسعة آلاف لكن كل واحد منهم ذكر تقديرا مختلفا للعدد.
وقال المسؤول في وزارة الصحة، الذي يعمل أيضا على إجراء الاختبارات لكوفيد-19، إن هناك أكثر من ألفي حالة مؤكدة من شرق بغداد فحسب دون احتساب الأعداد في المناطق والمحافظات الأخرى.
أما المسؤول السياسي الذي يحضر اجتماعات تعقدها وزارة الصحة، فقد قال أيضا إن آلاف الحالات تأكدت إصابتها.
وتشهد إيران، جارة العراق، أعلى عدد من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد في المنطقة. وتربط البلدين علاقات تجارية ودينية وثيقة وبينهما حدود برية كبيرة أغلقها العراق في فبراير شباط بسبب مخاوف من تفشي المرض.
وتسببت عقود من العقوبات والحرب والإهمال في تدهور نظام الرعاية الصحية في العراق مثله مثل خدمات وبنية تحتية أخرى وتلك من المشكلات التي اشعلت فتيل احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة في الأشهر الماضية.
* زوار
تواجه الحكومات حول العالم صعوبات في مكافحة جائحة كوفيد-19. والولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا هي الدول الأكثر تضررا بالمرض حتى الآن. ووصل عدد الإصابات بالفيروس في أنحاء العالم ما يقرب من المليون والوفيات نحو 47 ألفا.
وقال الأطباء الثلاثة والمسؤول السياسي إن مسؤولين من الأمن الوطني يحضرون اجتماعات وزارة الصحة ويحثون السلطات على عدم كشف الأعداد الكبيرة للمصابين إذ يقولون إن ذلك قد يتسبب في اضطرابات عامة وتكالب على الإمدادات الطبية مما سيصعب السيطرة على انتشار المرض.
ولم ترد وزارة الصحة بعد على طلب التعليق على مثل تلك النقاشات.
وقال أحد الأطباء إن عدد الوفيات أيضا أعلى على الأرجح من الرقم المعلن رسميا لكن ليس بكثير. وأضاف "يوم السبت الماضي وحده تم دفن 50 شخصا توفوا بالمرض". وفي ذلك الوقت كان العدد الرسمي 42.
والإمكانات المتاحة للاختبارات محدودة واعترف العراق من قبل علنا بأن العدد الحقيقي للحالات يجب أن يكون أعلى من العدد المؤكد المعروف لديه.
ويلقي الكثير من الأطباء باللوم في الانتشار المتسارع للمرض على من يرفضون الخضوع للاختبارات والعزل وعلى مخالفة حظر التجول المفروض في عموم البلاد بما يشمل آلاف الزوار الذين تدفقوا على مزار شيعي في بغداد الشهر الماضي.
وقال الأطباء الثلاثة والمسؤول في وزارة الصحة إن الكثير من الحالات الجديدة ظهرت في شرق بغداد حيث يعيش هؤلاء الزوار.
وبشكل منفصل، قال مسؤول عراقي كبير ومسؤولون في قطاع الصحة يوم الأحد إن بعض الزوار الشيعة العائدين للعراق من سوريا مصابون بكورونا.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)