investing.com - أعلن "فيسبوك" عن خططه بإطلاق عملة "ليبرا" الرقمية في العام المقبل، وستدير الشركة الفرعية "كاليبرا" تشغيل نظام قائم على تقنية البلوكتشين مدعوما بالعملة الرقمية المرتقبة، وسيتم أيضا إطلاق محفظة رقمية للسماح للمستخدمين من جميع أنحاء العالم بشراء كل أنواع السلع والخدمات عبر الإنترنت.
وعلى الرغم من أن هذه عملة "ليبرا" تمثل نقلة نوعية في صناعة التشفير، إلا أن في حالة نجاحها سيتم استخدامها من قبل المجرمين والإرهابيين وحكومات الدول المارقة بدلا من العملات الرقمية التقليدية، ولهذا يتعين على "فيسبوك" مواجهة التمويل غير المشروع من خلال ثلاثة طرق:
أولا إنشاء وحدة استخبارات مالية ل"كاليبرا":
لدى العديد من البنوك الدولية وشركات الدفع الكبرى وحدات استخبارات مالية للتحقيق في الجرائم المالية والانتهاكات التي قد تحدث في المؤسسات. وعادة ما يكون موظفي هذه الوحدات خبراء في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والعقوبات وإنفاذ القانون وتحليل الاستخبارات.
وفي حالة نجاح مؤسسة "كاليبرا" في هدفها لتصبح وسيلة دفع رقمية عالمية كما يخطط "فيسبوك"، فمن المهم تواجد مثل هذه الوحدة داخل المؤسسة لمعالجة قضايا التمويل غير المشروع، كما تحتاج "كاليبرا" إلى تحليل معاملات البلوكتشين. ويبدو أن "فيسبوك" على علم بمدى أهمية هذه الوحدة إذ نشر في الشهر الماضي إعلانا وظيفيا عن باحث لتهديدات البلوكتشين.
ثانيا يجب أن تأخذ وحدة استخبارات "كاليبرا" زمام المبادرة في تتبع غسيل الأموال بواسطة "ليبرا":
قد يزعم "فيسبوك"أنه ليس مسؤولا عن الجهات الفاعلة غير الشرعية التي تستخدم "ليبرا" بشكل غير مشروع خارج منصة "كاليبرا"، إلا أن السلطات التنظيمية سترى "ليبرا" كجزء من "فيسبوك" وستكون "كاليبرا" مطالبة بإجراء التحليلات اللازمة والتأكد من إنفاذ القانون.
وبالفعل تم تسجيل "كاليبرا" كعمل تجاري مالي لدي المشرعين الأمريكيين، مما يعني أنه سيتعين عليها إطلاع مسخدميها على قوانين مكافحة غسيل الأموال وتطبيق هذه الإجراءات عند اللزوم، بالإضافة إلى قوانين معرفة العميل، إذ يتعين على "كاليبرا" معرفة هوية المستخدمين لتجنب الاستخدامات غير القانونية.
ثالثا يجب أن يضع "فيسبوك" معايير واضحة حول من سيحكم العملة:
قام "فيسبوك" بإنشاء مؤسسة مسجلة في سويسرا من أجل التنسيق بين المؤسسات التي ستدير عقد الكمبيوتر التي ستتحقق من معاملات "ليبرا"، وستتضمن هذه المؤسسة شركات، منظمات غير ربحية، جامعات، ومؤسسات متعددة الأطراف.
سيتم إنشاء مجلس يجمع ما بين هذه الكيانات وسيحكم هذا المجلس شبكة البلوكتشين وإدراة احتياطي العملات التقليدية التي تدعم العملة، وسيتم اتخاذ القرارات بأغلبية الأصوات. ونظرا لأهمية دور المجلس يجب أن يحرص "فيسبوك" على ألا يتم استغلاله من قبل جهات غير مشروعة تسعى للتأثير في الاقتصاد العالمي، ويجب أن يكون المجلس متنوع سياسا وجغرافيا وأن يتم وضع ضمانات لمنع هيمنة فريق ما على المجلس.