investing.com - بدأت المؤسسات المالية في دخول مجال التشفير بخطى متسارعة، محددة الموعد النهائي ما بين العام الجاري والعام المقبل، وما يجعل هذا الموعد مختلفا عن السنوات السابقة هو مستوى الاحتراف الذي وصل له سوق التشفير.
كان الرئيس التنفيذي لشركة "BCB"، أوليفر فون لاندسبيرج-سادي، قد أجرى مقارنة بين مختلف المسارات الصعودية في دورة حياة عملة البيتكوين، باستثناء نمو العملة في العام الجاري. وأوضح لاندسبيرج-سادي أن فقاعة عام 2013 كانت مدفوعة بأنصار التقنية والمشاركين في الويب المظلم، أما فقاعة 2017 كانت بقيادة تجار التجزئة المضاربين. في حين كان نمو العملة في العام الجاري بفضل المؤسسات المالية التي تسعى لتنويع محافظها ولديهم الآلية المهنية للقيام بذلك.
وقال لاندسبيرج-سادي إن 9 مؤسسات مالية للخدمات المصرفية والتداول خارج البورصة بدأت بالانضمام لصناعة التشفير في الشهر الماضي في المملكة المتحدة فقط، ليصل إجمالي العدد في العام الجاري إلى 32 مؤسسة، فيما يعد تحول أساسي لملفات العملاء مقارنة بالعام الماضي الذي سيطرت عليه مشاريع التشفير الباحثة عن السيولة.
هذا وتشهد صناعة التشفير أكبر مستويات النمو المؤسسي في العقود الآجلة للبيتكوين، بالإضافة إلى قيام عدد من المصارف بإصدار عملاتهم الرقمية الخاصة على شبكات بلوكتشين خاصة لتقديم خدمات التشفير لعملائهم.
كما تدعم المؤسسات المالية مجموعة متنوعة من مشاريع البلوكتشين التي تركز على تمويل تجارة السلع والشحن، وفقا للشريك في مجموعة "Technology & Digital Currency" الأمريكية، كاري إس. لارسن.
وأوضح لارسن أن منصات التداول تغير من اهتمامها بتجار التجزئة إلى المؤسسات الاستثمارية، وتوفر لهذا النوع من العملاء قدرة أفضل على تخصيص الواجهة الأمامية لمنصات التداول الخاصة بهم وواجهة برمجة التطبيقات التي تتناسب مع احتياجاتهم بشكل أفضل.
ويعتبر اهتمام المؤسسات الاستثمارية بصناعة التشفير علامة على التقدم والنمو الذي يمكن أن تحرزه الصناعة، على الرغم من أن المشرعين الماليين في الولايات المتحدة الأمريكية ومناطق من الاتحاد الأوروبي غير مهتمين بهذه الصناعة أو يعملون على توفير إرشادات بوتيرة بطيئة للغاية، مثل هيئة تنظيم الصناعة المالية التي تتحرك ببطء شديد فيما يتعلق بتطبيقات الوساطة التي تسعى إلى تقديم خدمات تدعم العملات الرقمية أو منتجات التشفير ذات الصلة.
إلا أن كل هذا البطء على وشك أن ينتهي بسبب إعلان "فيسبوك" عن دخوله صناعة التشفير بعملة "ليبرا" الرقمية في ظل اهتمام شديد من الجهات الرقابية على نطاق عالمي.