Investing.com - تعتبر عملة بتكوين أول وأشهر عملة رقمية في سوق التشفير، ومكنت الناس من تحقيق أرباح ضخمة خاصة من قاموا بشراء العملة في سبتمبر 2017، حينما كانت تقدر بنحو 4000 دولار، لترتفع بعد ثلاثة أشهر إلى أعلى مستوياتها وتصل إلى 19.000 دولار تقريبا.
وعلى الرغم من قدرة المتداولين على تحقيق مكاسب ضخمة، إلا أن التقلبات الحادة في سعر العملة لم تشجع التجار على قبولها كوسيلة للدفع، لأن أحدا لا يستطيع التأكد من قيمة العملة وقت إجراء المعاملات.
وبالنسبة لتقنية العملة، فإن شبكة البيتكوين مصممة بطريقة تسمح بإجراء سبعة معاملات فقط في الثانية الواحدة، مقارنة ب"فيزا" التي أجرت 5500 معاملة في الثانية الواحدة في العام الماضي. وحتى في ذروة شعبية البيتكوين، كان هناك الكثير من النشاط على الشبكة لدرجة أن المعاملة يمكن أن تستغرق أسبوعا حتى تتم، وفي هذا الوقت قد يتغير سعر العملة بفارق ملحوظ.
وبسبب عيوب البيتكوين المتعددة، ظهرت العديد من المشاريع التشفيرية المنافسة لها والتي تسعى إلى حل مشاكل البيتكوين، أحدثهم كان مشروع "فيسبوك" المشهور باسم عملة "ليبرا". وتختلف "ليبرا" عن البيتكوين في كونها عملة رقمية مستقرة مدعومة بمجموعة من العملات الورقية التقليدية كالدولار والين الياباني.
وتستهدف "ليبرا" الأشخاص الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية و إمكانية الوصول إلى المؤسسات المالية والذين يبلغ تعدادهم حوالي 1.7 مليار شخص في العالم. بالإضافة إلى الأشخاص المقيميين خارج بلادهم والذين يقومون بتحويلات مالية لأهاليهم بلغت نحو 689 مليار دولار في العام الماضي.
ونظرا لطبيعة "ليبرا"، فهي ستكون عملة مناسبة للتجارة وليس للمضاربة، إذ يمكن لشخص في هونج كونج أن يقوم بتحويل الدولار إلى "ليبرا" وإرساله إلى شخص في الفلبين، يقوم هو الآخر بتحويل "ليبرا" إلى البيزو الفلبيني.
وأوضح مدير المشروع في "فيسبوك"، ديفيد ماركوس، أن وجود عملة رقمية عالمية غير مرتبطة ببلد معين ويمكن نقلها عبر الإنترنت ستمنح الناس فرصة لنقل الأموال إلى أي مكان في العالم بشكل أسهل وأرخص من الطرق التقليدية الحالية.
وعلى الرغم من مزاياها المتعددة، إلا أن "ليبرا" أقلقت المسؤولين والمشرعين في جميع أنحاء العالم، لما لها قدرة من تعريض الدول ذات الاقتصاد الضعيف للخطر، في حالة إقبال المواطنين على استخدام العملة بدلا من العملة المحلية للدولة وبالتالي انخفاض قيمة العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم، حتى الدول القوية ستتأثر بعملة رقمية عالمية تعمل خارج النظام المالي العالمي ولا يسيطر عليها أي بنك مركزي أو حكومة.