انتشر في الفترة الأخيرة مصطلح الجيل الثالث من الويب Web 3.0. وقد سمعنا في الآونة الأخيرة كلمات مثل ألعاب ميتافيرس والعملات المشفرة ورموز NFTs المميزة. ولكن يعتبر الويب الثالث Web 3.0 صلة الوصل العميقة بين كل هذه المصطلحات. فلماذا يعتبر ذو أهمية بالغة وما هي هذه التقنية الحديثة؟!
ما زاد أهمية هذا المصطلح الجديد نسبيا هو تعليقات الأسماء الكبيرة في عالم التقنية والتكنولوجيا بشأنه. وإبداء الآراء العديدة المختلفة والمتفاوتة في حدتها بين المؤيد والمعارض لها.
وقد بدأت كل هذه القصة والحكاية عندما غرد جاك دورسي وهو رئيس تنفيذي سابق في تويتر. وقد قال في تلك التغريدة أنت لا تملك Web 3.0 ولكن يملكه أصحاب رأس المال.
وهنا بدأ الجدال وطرح السؤال “من يملك الويب الثالث Web 3.0”. وقد تصاعدت الأمور بين كبار الشخصيات ومن هنا كان الفتيل لانطلاق شهرة الويب الثالث Web 3.0.
مفهوم الويب العصري بشكل مختصر إن الويب الثالث Web 3.0 هو الإصدار رقم 3 من إصدارات الويب. فقد بدأ الويب بشكل عام بعدد محدود من الحواسيب الثابتة وبعدها تطور ليصبح شبكة الويب العالمية العنكبوتية. أما في النسخة الثالثة فيأمل المطورون بالخروج عن حدود المألوف والاستفادة من كل التقنيات والوسائل المتاحة في العالم.
إن Web 3.0 مبني على مفهوم حوسبة متطور جديد ويستخدم منصات مبنية على تقنيات بلوكتشين وNFT والعملات الرقمية. ومن ثم فإن هذه الحوسبة الحديثة تسمح للشركات المتطورة بجعل الأنظمة التقنية متضمنة جهاز المستخدم أو نقطة تكنولوجية معينة.
اي يهدف الويب الثالث Web 3.0 للتحكم بأي شيء كسيارات القيادة الذاتية. وحركات المرور الذاتية على الطرق التي يتوجب استخدامها اتخاذ قرارات في أجزاء قليلة من الثانية.
الفرق بين Web 1.0 و Web 2.0 و Web 3.0 من أكثر الأمور التي اشتهر بها الويب الحديث هو اللامركزية. واللامركزية في مفهومها النظري العام تشمل نواح كثيرة ومتنوعة بعكس الويب من الجيل الثاني Web 2.0. وهذا الويب الثاني Web 2.0 يتضمن في بيانات مركزية ومحتوى مركزي بالاستعانة بخوادم وتقنيات برمجية للإنترنت. هذا ما نطلق عليه في الوقت الحالي اسم السحابة.
والمركزية في الويب الثاني تتمركز في عدة شركات احتكرت الويب. مثال عنها فيسبوك (NASDAQ:FB) وتويتر ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) و Google وماك الخ…) وأطلق عليها اسم شركات التكنولوجيا الرئيسية التي استولت على الانترنت وقطاعاته المختلفة.
انطلق مصطلح الويب الثالث Web 3.0 لأول مرة في العام 2014 من قبل Gavin Wood. وهو أحد المشاركين في تأسيس ايثريوم.
بينما يغطي الويب Web 1.0 الفترة من عام 1991 وحتى عام 2004 ويتجسد الشكل العملي له بالمستخدمين الاستهلاكيين وليس بمنشئي المحتوى المتقدمين.
مفاهيم الجيل الجديد من الانترنت يدور المفهوم الجديد بشكل أساسي حول “اللامركزية” مع دمج تقنيات بلوك تشين والعملات الرقمية. كما يوجد مفاهيم حديثة كالمنظمات المستقلة اللامركزية DAOs. ومنصات التمويل اللامركزية DeFi وهي أيضا جزء من فكرة الويب الجديد Web 3.0.
كما تشتمل التقنية الجديدة على تسليم السيطرة للقرارات الرئيسية للخوارزميات بدلا من وجود مركزية اساسية ومجالس إدارية ومؤسسات مستقلة. وفي نهاية الأمر يشتمل ذلك على الآلية الرئيسية لعمل الانترنت ككل وكوحدة رقمية متكاملة دون تجزئة أو تفتيت.
هل هذه التقنية الحديثة جيدة؟ بشكل مبدئي تبدو فكرة الويب الجديد Web 3.0 فكرة جيدة والحل الأمثل ليصبح الويب خاليا من المشكلات والصعوبات. من هذه النقطة انطلق الناشطون والمبرمجون ليعتبروا الويب الثالث Web 3.0 حل لتفوق شركات التكنولوجيا الكبيرة.
وإن التركيز على اللامركزية يجعل من الصعب احتكار الويب وتقنياته الحديثة ورقيا على الأقل. ويعود هذا الأمر للتكامل العميق مع النظام البيئي الحديث للبيانات الرقمية. وترتكز فكرة Web 3.0 على ناحية فلسفية نسبيا وهي أنه لا ينبغي لأحد أن يمتلك أو يتحكم ببيانات الانترنت.
فالهدف الذي بني عليه الانترنت في أصله هو حرية البيانات والمجانية الكاملة في استخدامه ليكون ملجأ حقيقي للمستخدمين من الواقع المادي القاسي.
انظر مصدر المقال