شهد عالم الكريبتو زيادة في المشاريع الاحتيالية منذ عام 2016 عندما اكتسب السوق شهرة سائدة. تم تصميم العديد من برامج الاستثمار المشبوهة للاستفادة من الضجيج وراء طفرة العملات المشفرة لإغراء المستثمرين.
أصبحت المخططات بونزي (الاحتيالية) منتشرة في هذا القطاع بشكل أساسي بسبب الطبيعة اللامركزية لتكنولوجيا blockchain التي تمكن المحتالين من تجنب السلطات النقدية المركزية التي قد تعلق أو تجمد المعاملات المشبوهة.
تعمل الطبيعة الثابتة لأنظمة blockchain التي تجعل تحويل الأموال لا رجعة فيها أيضًا لصالح المحتالين من خلال جعل من الصعب على ضحايا بونزي استرداد أموالهم.
قال جوني ليو ، الرئيس التنفيذي لمنصة KuCoin ; إن القطاع كان أرضًا خصبة لهذه الأنواع من المخططات لسبب رئيسي واحد: “الصناعة مليئة بالمستخدمين المتحمسين لاستثمار أموالهم ; ولا يوجد تقريبًا أي تنظيم يمنع المشاريع من إخفاء نواياها الخبيثة.”
وأضاف: “حتى يتم وضع لائحة مالية واضحة ومعتمدة دوليًا لصناعة العملات الرقمية ; ستستمر في مشاهدة صعود وانهيار مخططات بونزي”.
كيف تعمل مخططات بونزي ظهرت عبارة مخطط بونزي في عام 1920 عندما قام محتال يُدعى تشارلز بونزي بتسويق برنامج عوائد عالية للمستثمرين الذين يفترض أنهم استفادوا من قسائم الرد البريدي لتحقيق أرباح رائعة.
وعد المستثمرين بعوائد تصل إلى 50٪ خلال 45 يومًا أو بفائدة 100٪ خلال 90 يومًا. ووفقًا لكلمته ، حصلت المجموعة الأولى من المستثمرين على العائدات المطالب بها ; ولكن دون علمهم ، كانت الأموال التي حصلوا عليها في الواقع من مستثمرين لاحقين. تم تصميم الدورة لجذب مستثمرين جدد وتمكين بونزي من سرقة أكثر من 20 مليون دولار.
في حين أنه لم يكن أول من استخدم مثل هذا المخطط لخداع الناس ; إلا أنه كان أول من استخدمه بهذا الحجم ; ومن هنا سميت التقنية باسمه.
باختصار ، مخطط بونزي هو برنامج استثمار مزيف يعد بمكاسب فلكية للعملاء ولكنه يستخدم الأموال التي يتم جمعها من المستثمرين الجدد للدفع للمستثمرين الأوائل. وهذا يساعد المحتالين الذين يقفون وراء مثل هذه العمليات على الحفاظ على بعض مظاهر الشرعية وجذب مستثمرين جدد.
ومع ذلك ، تتطلب مخططات بونزي تدفقًا ثابتًا للنقد حتى تكون مستدامة. تنتهي الحيلة عادة عندما ينخفض عدد المجندين الجدد أو عندما يختار المستثمرون سحب أموالهم بشكل جماعي.
كيفية اكتشاف مخطط بونزي في الكريبتو كان هناك ارتفاع حاد في عدد مخططات بونزي في السنوات الأخيرة جنبًا إلى جنب مع الاتجاه الصعودي لسوق الكريبتو. على هذا النحو ، من المهم معرفة كيفية اكتشاف مخطط بونزي.
فيما يلي بعض الجوانب التي يجب البحث عنها عند التفكير في ما إذا كان مشروع الكريبتو هو مخطط بونزي.
وعود بعوائد عالية يبعث على السخرية تدعي العديد من مخططات بونزي للعملات الرقمية أنها تكافئ المستثمرين بعوائد ضخمة مع القليل من المخاطر. ومع ذلك ; فإن هذا يتناقض مع كيفية عمل الاستثمار في العالم الحقيقي. في الواقع ، كل استثمار يأتي مع قدر معين من المخاطرة.
تتقلب استثمارات العملات المشفرة النموذجية وفقًا لظروف السوق السائدة ; لذلك يجب النظر إلى مثل هذه المطالبات على أنها علامة حمراء. في كثير من الحالات ; لا يحصل المستثمرون الذين ينضمون إلى هذه الشبكات على أي عوائد على أموالهم.
خليل الله بايج ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة KoinBasket – منصة تداول مؤشر الكريبتو ; أخبرنا أن الشفافية يجب أن تكون العامل الأول الذي يجب مراعاته قبل استثمار الأموال في مشروع كريبتو: “ما يهم حقًا هو الشفافية حول تفاصيل المشروع. يبني معظم المؤسسين أعمالهم على الأمل والتوقعات الوردية. تحقق من السجل السابق لسجل إنجاز الفريق المؤسس مقابل الالتزام “.
كما نصح المستثمرين بالابتعاد عن المشاريع ذات الأسس الغامضة التي تستند إلى تأثيرات خارجية.
المشاريع الاستثمارية غير المسجلة من المهم تأكيد ما إذا كانت شركة الكريبتو مسجلة لدى المنظمات التنظيمية مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) قبل استثمار أي أموال. عادةً ما يُطلب من شركات الكريبتو المسجلة تقديم التفاصيل المتعلقة بنماذج إيراداتها إلى السلطات التنظيمية الخاصة بها لتجنب العقوبات. على هذا النحو ، من غير المرجح أن يشاركوا في مخططات بونزي.
يجب تجنب المشاريع المسجلة في ولايات قضائية ذات لوائح كريبتو متساهلة والتي لها أيضًا خصائص تشبه بونزي.
لقد توصلت بعض الولايات القضائية ، مثل الاتحاد الأوروبي ; بالفعل إلى لوائح كريبتو معقدة مصممة لحماية مستثمري العملات المشفرة من هذه الأنواع من عمليات الاحتيال. وفقًا لاقتراح حديث أقره المجلس الأوروبي ; ستلتزم شركات الكريبتو قريبًا بقواعد Markets in Crypto Assets (MiCA) وسيُطلب منها الحصول على ترخيص للعمل في المنطقة.
سيؤدي وضع شركات الكريبتو تحت إدارة MiCA إلى إجبارهم على الكشف عن نماذج إيراداتهم ; وسيؤدي ذلك إلى تخفيف صعود شركات الكريبتو التي تعتمد على خطط شبيهة بخطط بونزي في الكتلة.
استخدام استراتيجيات استثمار متطورة عادةً ما تشير مخططات بونزي إلى استراتيجيات تداول معقدة كجزء من سبب قدرتها على الحصول على عوائد عالية بأقل قدر من المخاطر. عادة ما يكون من الصعب فهم العديد من استراتيجيات النمو المحددة الخاصة بهم ; ولكن يتم ذلك عادة عن قصد لتجنب التدقيق.
مخطط Bitconnect الذي تم الكشف عنه في عام 2016 هو مثال على مخطط بونزي الذي استخدم هذا التكتيك لخداع المستثمرين. شجع مشغلوها المستثمرين على شراء عملات BCC وإغلاقها على المنصة للسماح لبرنامج الإقراض “المتطور” بتداول الأموال. ادعت المنصة أنها توفر عوائد شهرية تصل إلى 120٪ سنويًا.
كان فيتاليك بوتيرين ، الشريك المؤسس لشركة Ethereum ; من بين الشخصيات البارزة الأولى التي دقت ناقوس الخطر بشأن المشروع. تم إسقاط المخطط من قبل السلطات الأمريكية والبريطانية ; التي أعلنت أنها مخطط بونزي. أدى إغلاقها في عام 2018 إلى انخفاض سعر BCC الذي أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات.
مستوى عال من المركزية عادة ما يتم تشغيل مخططات بونزي على منصات مركزية. إحدى العملات المشفرة الاحتيالية كانت تعتمد على شبكة شديدة المركزية هو مخطط OneCoin الاحتيالي. المخطط الهرمي ، الذي استمر بين عامي 2014 و 2019 ; خدع المستثمرين من حوالي 5 مليارات دولار. اعتمد المشروع على الخوادم الداخلية الخاصة به لتشغيل الحيلة ويفتقر إلى نظام blockchain.
بعد ذلك ، لا يمكن تداول OneCoins إلا في منصة OneCoin ، سوقها الأصلي. يمكن استبدال التوكنز بالنقد ، مع إجراء تحويلات الأموال عبر التحويل الإلكتروني.
كان لسوق OneCoin أيضًا حدود سحب يومية تمنع المستثمرين من سحب جميع أموالهم مرة واحدة.
سقط المخطط في عام 2019 بعد اعتقال بعض الأعضاء الرئيسيين في العملية. ومع ذلك ; هناك مذكرة اعتقال فيدرالية معلقة لمؤسس OneCoin Ruja Ignatova الذي لا يزال طليقًا.
تسويق متعدد المستويات أشار جوني ليو ، الرئيس التنفيذي لشركة KuCoin ; إلى أن العلامات الحمراء المشؤومة لم تتغير كثيرًا على مر السنين وأن التسويق متعدد المستويات (MLM) لا يزال في قلب العديد من مخططات بونزي: “مخططات الكسب المعقدة التي تتضمن مستويات متعددة من المستخدمين ; وبرامج الإحالة ، والنسب المئوية ، والمقاييس المنزلقة ; والحيل الأخرى كلها علامات على مخطط بونزي الذي يغذي الطبقات العليا باستخدام الأموال التي يتم ضخها بواسطة الطبقات الدنيا دون القيام بأي عمل فعليًا.”
التسويق متعدد المستويات هو أسلوب تسويق مثير للجدل يتطلب من المشاركين تحقيق إيرادات من خلال تسويق منتجات وخدمات معينة وتجنيد آخرين للانضمام إلى الشبكة. يتم تقاسم العمولات التي حصل عليها المجندون الجدد مع أعضاء الخط الأعلى.
أحد مخططات Ponzi التي تصدرت عناوين الصحف مؤخرًا للاستفادة من هذا النظام الهرمي هو GainBitcoin. كان المخطط الهرمي الذي يرأسه أميت بهاردواج سبعة من المجندين الأساسيين الذين كانوا مقيمين في الهند وقارات مختلفة حول العالم. تم تكليف كل منهم بتجنيد المستثمرين في الشبكة.
يضمن النظام للمستخدمين عوائد شهرية بنسبة 10 في المائة على ودائع Bitcoin (BTC) الخاصة بهم لمدة 18 شهرًا.
يُزعم أن المخطط قد جمع ما بين 385,000 و 600,000 بيتكوين من المستثمرين.
تم استخدام مخططات بونزي من قبل المحتالين لأكثر من مائة عام. ومع ذلك ; فقد تمكنوا من الازدهار في صناعة الكريبتو بسبب عدم وجود لوائح مفصلة تحكم هذا القطاع.
نظرًا لأن عالم الكريبتو عرضة لهذه الأنواع من المخططات ; فمن المهم توخي الحذر قبل الاستثمار في أي مشروع جديد.
المصدر من هنا