عقب صدور بيانات مؤشر CPI، سعر بيتكوين يرتفع بنسبة 5% مسجلاً 65,000$، فهل يمكنه التحرر من نطاق تداوله الحالي؟ أعقبَ صدور بيانات مؤشر تضخم أسعار المستهلكين الأمريكيين (US CPI inflation data) أمس الأربعاء -التي أظهرت ضغوطاتٍ سعريةً معتدلةً خلال نيسان/أبريل- انطلاق سعر بيتكوين (Bitcoin-BTC) للأعلى بنسبةٍ تجاوزت 5% ليتخطى علامة 65,000$.
وتصب هذه البيانات في صالح توقعاتٍ بأن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من خفض معدلات الفائدة عدة مراتٍ مع نهاية عام 2024، وترافق ارتفاع سعر بيتكوين مع ارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.9% ليسجل أعلى مستوياته الجديدة، كما تراجعت كلٌّ من عوائد السندات الأمريكية ومؤشر قوة الدولار الأمريكي (USD DXY) في ذات الوقت لتسجّلا أدنى مستوياتهما خلال شهر.
وعليه، ازدادت ثقة المتداولين بإمكانية إعلان خفض معدلات الفائدة لمرّة واحدة على الأقل بحلول أيلول/سبتمبر خلال شهر تقريباً، وذلك وفقاً لبيانات بورصة شيكاغو (CME) التي تُظهر أن التوقعات الضمنية لأسواق المال تشير بنسبة 71% إلى إمكانية خفض معدلات الفائدة لمرة واحدة على الأقلّ بحلول أيلول/سبتمبر القادم؛ فيما كانت هذه المعدلات تقارب 65% قبل يوم واحد فقط.
ويواجه سعر بيتكوين حالياً مستوى مقاومةٍ يشكل حاجزاً فنياً حاسماً وهو خط متوسط الحركة لمدة 50 يوماً (DMA-50) عند 65,166$، وفي حال تمكن السعر من اختراقه والاستقرار أعلى مستوياته المسجَّلة في أيار/مايو عند 65,500$، فقد يتبعه مزيدٌ من الارتفاعات الوشيكة، وستتجه الأنظار بعدها إلى أعلى مستوياته المسجّلة أواخر نيسان/أبريل عند 67,000$، ومن ثم سيكون هدفه التالي هو إعادة اختبار أعلى مستوياته المسجّلة خلال عام حول 73,000$.
في حال تمكن سعر بيتكوين من اختراق مستويات المقاومة الرئيسية هذه، فقد يواصل ارتفاعاته وإعادة اختبار أعلى مستوياته السنوية – المصدر: موقع TradingView.
هل يمكن لسعر بيتكوين التحرّر من نطاقه الممتدّ لعدة أشهر؟
ظلّت المخاوف بشأن الارتفاع التدريجيّ لمعدلات التضخم خلال الربع الأول من عام 2024 تشكل أجواءً غير مواتية لمسار سعر بيتكوين خلال الأشهر الأخيرة، وكان لحالة التضخم المتواصل بداية العام الجاري أثرُها على الأسواق، حيث عكست الأسعار في السوق التوقعات بعدم خفض الفيدرالي لمعدلات الفائدة.
ولعلَّ هذا هو السبب الأهمّ وراء توقف سعر عملة BTC عن مواصلة ارتفاعاته بعد تسجيله مستوياتٍ غير مسبوقةٍ دون حاجز 74,000$ بقليلٍ قبل التنصيف، ليستقرَّ تداولها داخل نطاق عرضيّ ضيقٍ حدّه الأدنى 60,000$ والأعلى 70,000$.
ورغم أن تقرير التضخم الصادر مؤخراً -بحدّ ذاته- لن يغير قواعد اللعبة، إلا أنه يدل على أن ارتفاع معدلات التضخم خلال الربع الأول لن يستمر، وإذا ما تراجعت المخاوف بشأن ارتفاع معدلاته قُدُماً، فقد تتحوّل عوامل الاقتصاد الكليّ من أجواء معاكسةٍ لأخرى مواتيةٍ لمسار سعر بيتكوين متوسط الأجل.
يبقى التساؤل: هل يمكن لبيتكوين كسر نطاق تداولها الضيق والمتواصل لعدة أشهر؟ حسناً، لم يكن شهر أيار/مايو جيداً بالمجمل لتحركات سعر بيتكوين؛ فتبعاً لموقع bitcoinmonthlyreturn.com، تراجَعَ سعر بيتكوين عام 2021 بنسبة 35%، و15.5% في 2022، و7% عام 2023. وتبعاً لموقع Steno Research، لم يكن أداء سعر بيتكوين جيداً خلال أشهر العام الوسطى على مدار آخر 5 أعوام.
فخلال جميع أحداث التنصيف السابقة، لم يتبيّن أثر التنصيف الإيجابيّ سوى بعد انقضاء 4-6 أشهر من وقوعها، ما قد يعني عدم انطلاق بيتكوين بشكلٍ ملحوظ سوى بعد آب/أغسطس، ولكنّ الأمرَ قد يختلف هذا العام كونه عام الانتخابات الرئاسية، والذي تميل فيه الأسواق للانطلاق عادةً، وتتحرّر من قيود مسارها الهابط الممتد خلال أشهر الصيف.
وفيما تظلّ آفاق تحركات سعر بيتكوين طويلة الأجل تُرجّح مواصلة المسار الصاعد؛ يمكن لعوامل خفض معدلات الفائدة والتصنيف ومواصلة الإنفاق الحكومي إلى جانب استمرار الطلب على صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (Bitcoin ETFs) أن تؤدي مجتمعةً إلى دفع تحركات سعر بيتكوين لتجاوز علامة 100,000$ عام 2024 أو 2025.