أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي الحالية كامالا هاريس (Kamala Harris) نيتها دعم مبادراتٍ تسعى لتوسيع أنشطة قطاع الكريبتو، ما يمثل إحدى أولى الإشارات الواضحة لدعمها نمو القطاع وفقاً لتصريحات أحد كبار مستشاري حملتها الانتخابية براين نيلسون (Brian Nelson). وأقرَّ نيلسون الإثنين الماضي خلال جلسةٍ حواريةٍ لوكالة Bloomberg News حول المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي (Democratic National Convention) بأن: ” هاريس ستدعم سياساتٍ تضمن إمكانية مواصلة التقنيات الناشئة والقطاعات المرتبطة بها تناميها المنتظر”.
يُذكر أن هاريس وفريقها لم يعلنا -بشكلٍ رسمي- تبنيهما سياساتٍ يمكنها توفير أجواء ازدهار قطاع الكريبتو قبل هذا التصريح الأخير، لكنّ تلميحات وتصرفات نائبة الرئيس تشير إلى احتمال اعتمادها نهجاً داعماً للعملات الرقمية بشكلٍ يفوق الإدارة الحالية؛ وقد التقى مستشاروها لاعبين بارزين في قطاع الكريبتو، ويُقال إنهم تواصلوا مع عدة شركاتٍ من أمثال كوينبيس (Coinbase (NASDAQ:COIN)) وسيركل (Circle) وريبل (Ripple Labs)، ويُرجّح أن يكون لهذه اللقاءات تأثيرٌ على السياسات التنظيمية المستقبلية.
BREAKING: Bloomberg reports that Kamala Harris 'supports policies to expand the crypto industry'— The Spectator Index (@spectatorindex) August 21, 2024
بعض المتحمّسين لقطاع الكريبتو يعلنون دعمهم لهاريس أملاً بسن قوانين تنظيمية أكثر ملاءمةً للقطاع
أبدى بعض المنتمين لمجتمعات الكريبتو -مثل المدير التنفيذي السابق لمنصة أبهولد (Uphold) جي. بي. تيريوت (J.P. Thieriot)- دعمهم القوي لكامالا هاريس، ودعوا لانتخابها رئيسةً جديدةً للبلاد. ويُرجّح هؤلاء أنّ هاريس ستوفر مناخاً تنظيمياً أكثر دعماً للقطاع مقارنةً بإدارة بايدن الحالية، كما يرون أن حملتها الانتخابية تُعَد فرصةً لإعادة رسم معالم السياسات المتعلقة بالكريبتو، خاصّةً وأن النهج التنظيمي المتشدّد لإدارة بايدن تسبّب ببعض التوترات ضمن القطاع التقني الذي ما يزال يتبنى نهج ترقّب حذر.
مع ذلك، قد لا يختلف موقف كامالا هاريس من العملات الرقمية كثيراً عن موقف بايدن على الأغلب، فمن غير المتوقّع أن يكون قطاع الكريبتو على قائمة أولوياتها، إذ لم تبادر إدارة بايدن الحالية إلى إظهار نهجها المعارض لقطاع الكريبتو قبل انتخابه رئيساً للبلاد، ولم يكن من المنتظر أن تظهر وجهاً عدائياً تجاهَه بهذه الحدة.
تعليمات بايدن التوجيهية في عام 2022 كانت بمثابة إقرار بشرعية الأصول الرقمية، لكنها اصطدمت بمطالب القطاع
في مطلع عام 2022، أصدر الرئيس بايدن أمراً تنفيذياً أظهر اعتماد العملات الرقمية بشكلٍ حذر، حيث أوعز للوكالات الفيدرالية بتقييم الميّزات والمخاطر المحتملة لفئة الأصول الجديدة هذه، ما اعتبره بعض المنتمين لمجتمعات الكريبتو بمثابة إقرار بشرعيتها، غير أن هذا النهج الحذر اصطدم لاحقاً بتطلعات الشركات العاملة في القطاع لسن قوانين تنظيميةٍ أقلَّ صرامةً إضافةً إلى معاملةٍ ضريبيةٍ أقلَّ حدة.
تفاصيل سياسة هاريس تجاه الكريبتو ما تزال غامضة
رغم إشارة أحد كبار مساعدي هاريس أنها تعتزم دعم قطاع الكريبتو، غير أنها لم توضح جوانب القطاع التي تخطط لتحسينها، كما أنها لم تحدد الجهات التي ستتعاون معها لتعديل القوانين التنظيمية، وأقرَّ نيلسون بأن “الجهات الفاعلة في القطاع أوضحت حاجتها إلى قوانين مستقرة ومعالم واضحة”، مُستشهداً بخطاب هاريس الذي ألقته مؤخراً وأوضحت فيه دعائم إستراتيجيتها الاقتصادية.
ففي إحدى فعاليات حملتها الانتخابية بولاية نورث كارولاينا، وعدت هاريس بالحد من البيروقراطية والعوائق التنظيمية غير الضرورية حال انتخابها؛ ورغم عدم ذكرها للعملات الرقمية صراحةً، ركّزت هاريس على نيتها إزالة المعوقات الحكومية التي تحول دون ازدهار “التقنيات المبتكَرة”، كما أكدت أهمية تعزيز الابتكارات التقنية وضمان أمان المستخدمين إلى جانب تشكيل إطار ونهج تنظيميّ واضح يمكن لكافة الشركات العمل وفقاً له.