Investing.com - أشار البعض إلى أن ثورة الأصول الافتراضية التي انطلقت مع ولادة البيتكوين في 2009 كانت تعد بمثابة اختراع نوع جديد من المال، أما في الوقت الحالي فيوجد حوالي 2000 من العملات الرقمية التي تحظى باهتمام وثقة الناس بشكل كبير جدا في مختلف أنحاء العالم، ولكن ما السر الذي يكمن وراء هذا الاندفاع نحوها؟! وذلك على الرغم من تحذير الكثير من الجهات الحكومية والخاصة من أنها ليست إلا وهم، وذلك حسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ومن ناحية أخرى فقد لفتت "فيفيانا زيليزر" عالمة الاجتماع في كتابها "المعنى الاجتماعي للأموال" إلى أنه يجب على الشخص أن يفكر في محاولات إعادة اختراع المال وتاريخه الطويل قبل أن يفكر في تبني هذه الاعتقادات.
ويعتبر المال هو وسيلة للتبادل بين الناس في العالم كله، وبالرغم من أنه مجرد ورق مصنوع، إلا أنهم بدأوا في قياس قيمة الأشخاص من خلاله.
ويقول "أشوكا مودي" الخبير الاقتصادي أن التبرير العام لإنشاء العملة الأوروبية الموحدة في 1992 كان تفكير اجتماعي، حيث أن وجود عملة موحدة يكون لها القدرة على خلق قوة دافعة من أجل توحيد وجهات النظر السياسية وجهود البلاد.
في أثناء فترة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، تم اقتراح حركة راديكالية أُطلق عليها اسم "تكنوقراسي" لها علاقة بجامعة كولومبيا، أن يتم استبدال الدولار المدعوم بالذهب بأخر مقوم بالطاقة، وقالت أن الاقتصاد الذي يعتمد على الطاقة سيتمكن من اجتياز عقبة البطالة، ولكن هذه الفكرة لم تدم طويلاً حتى قام العلماء بكشف زيف مزاعمها بالتوازي مع ظهور "تكنوقراسي"، وقد اقترح "جون بيز نورتون" في 1932 إصدار دولار يكون مدعوم بالكهرباء، وقد حظى هذا الاقتراح باهتمام كبير، لكن صاحبه لم يكن لديه سبب وجيه للاستغناء عن الدولار المدعوم بالكهرباء، الأمر الذي جعل تلك المحاولة باءت بالفشل.
ففي الفترة الحالية نعيش حالة جديدة مشابهه، ألا وهي العملات الرقمية المشفرة، والتي تتمثل في "البيتكوين"، "الريبل" وغيرها، ولكن الإختلاف هنا يأتي من خلال عدم خضوع هذه العملات تحت رقابة أي جهة حكومية أو تنظيمية.
فقد أشارت تقارير سابقة إلى أن هذه العملات تستخدم في إتمام الصفقات المشبوهة، وكذلك عمليات غسيل الأموال، وذلك لكونها غير خاضعة تحت رقابة أي سلطة، وأن متداوليها يعتقدون أنهم فوق كل حكومات العالم.
ومازالت هذه العملات الرقمية شيئا غامضا بالنسبة للبعض، وذلك لكونها مرتبطة ببعض التقنيات المتقدمة، وأنها تستخدم تقنية تسمى "البلوك تشين"، ولكن هذا الغموض يمنح هذه العملات المشفرة حالة من التفرد، فبعد هذا الانتشار الذي لاقته هل ستسير هذه العملات على نفس الدرب وتندثر أم إنها ستستمر وتنال المزيد من الثقة؟!