investing.com - لا يعد المستثمرين والخبراء هم الوحيدين المهتمين بسوق التشفير والعملات الافتراضية، فبفضل اللامركزية ومجهولية الهوية أقبل المجرمين والمحتالين على هذا القطاع أيضا.
وتقدم العملات الافتراضية مسارا لامركزيا يمكن الوصول إليه لتوليد الأموال بشكل غير قانوني وغسيل الأموال وحسابات السيولة لاستخدامها من قبل أي شخص في أي ركن من أركان العالم، دون تواجد إشراف من قبل سلطة مركزية مثل البنوك.
ومع تواجد الأدوات اللازمة، يستفيد المجرمين من هذا القطاع بشكل كبير، وثبت هذا منذ بدء إصدار عملة البيتكوين، إذ بدأ مستخدمي الويب المظلم يقبلون عليها قبل أن يلاحظها المستثمرين. ولم يتباطأ هذا الاتجاه، بل على العكس ازدهر بشكل ملحوظ ولم يقتصر الأمر على البيتكوين فحسب، وظهرت مجموعة من العملات الافتراضية يقبلها بائعي الويب المظلم مقابل بضائعهم غير المشروعة.
وفي الوقت نفسه، تزامن ارتفاع قيمة العملات الافتراضية مع ظهور شبكات إرهابية لامركزية، ويبدو أن الاثنان مرتبطان ببعض بشكل كبير.
وتؤكد هذه الفكرة ورقة بحثية من قبل أنجيلا إس إم إيروين وجورج ميلاد صدرت عام 2016 بعنوان "استخدام العملات الافتراضية في تمويل الجهاد العنيف"، وأوضحت هذه الورقة أن الجماعات الإرهابية، وتحديدا داعش، يعتمدون على العملات الافتراضية لتمويل عملياتهم.
وعلى الرغم من صعوبة العثور على دليل ملموس على الاستخدام الواسع النطاق للبيتكوين وغيرها من العملات الرقمية من قبل الجماعات الإرهابية ومؤيديها، إلا أن هناك أدلة قوية تشير إلى ارتباطها بعدد من الهجمات الإرهابية في أوروبا وإندونيسيا.
كما يتطلع مؤيدي دولة العراق الإسلامية وسوريا المسماة "داعش" والجهاديين والمنظمات الإرهابية بنشاط إلى استخدام التقنيات الجديدة والناشئة، مثل البيتكوين، من أجل التخفيف من بعض المخاطر المرتبطة بأساليب تحويل الأموال التقليدية.
وتركز الورقة بشكل خاص على البيتكوين، التي يفترض أنها تمثل الجزء الأكبر من معاملات السوق، ولكن هناك عملات أخرى يتم تفضيلها من قبل أولئك الذين يشاركون في أنشطة غير مشروعة بدرجة أعلى بكثير من البيتكوين.
ويعد السبب الرئيسي لتراجع الاهتمام بالبيتكوين من قبل الويب المظلم هو حجم الرسوم على المعاملات التي تجعلها غير مناسبة تماما للمدفوعات الصغيرة.
وقد نشرت شركة أبحاث "Recorded Future" تقرير حول أكثر العمليات الافتراضية شيوعا المستخدمة في نشاط غير مشروع على الويب المظلم. وعلى الرغم من أن البيتكوين لا تزال هي طريقة الدفع المقبولة الأكثر شيوعا بين البائعين، إلا أن هناك عملات رقمية أخرى يتم تفضليها مثل عملة المونيرو.
اكتسبت المونيرو سمعة باعتبارها أكثر العملات خصوصية منذ إطلاقها في 2014، وأثبتت أنها الأكثر مقاومة ضد الأصابع المتطفلة للجهات القانونية. وتأتي عملة داش في المرتبة الثانية بعد المونيرو، وهي منصة دفع مشفرة اكتسبت شعبية لسهولة الاستخدام وانخفاض الرسوم.
وتأتي في المرتبة الثالثة عملة اللايتكوين، ويظهر انقسام بين المناطق الناطقة باللغة الأوروبية الشرقية والألمانية، إذ تفضل المجموعة الأولى اللايتكوين، والثانية المونيرو.
والسؤال المطروح في الوقت الحالي هو الحلول التي يعتزم مجتمع التشفير تطبيقها لمنع استخدام العملات الافتراضية من قبل المجرمين، وبالتالي المساعدة في تبني هذه العملات في النظام المالي العالمي السائد.