وقع مسؤولون وخبراء ماليون من كل من الإمارات وإسبانيا أن ينمو حجم المبادلات التجارية بين البلدين خلال العام المقبل ليصل إلى حوالي 5 مليارات درهم، ورشحوا أربع قطاعات رئيسة للتعاون المشترك بين الشركات الإماراتية ونظيرتها الإسبانية، تضم قطاعات البنية التحتية والخدمات المالية والسياحة والطاقة المتجددة، وتوقعوا أن توجه الكثير من الشركات بوصلتها الاستثمارية إلى منطقة الشرق الأوسط مدفوعة بالسعي نحو تنويع محافظها الاستثمارية في ظل الأزمات المالية الحادة التي تكتنف منطقة اليورو.
كما نظم مركز دبي المالي العالمي في مقره اليوم ندوة استثمارية مشتركة مع مركز مدريد المالي لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية بين دولة الإمارات وإسبانيا ، وسلطت الندوة الضوء على الفرص الاستثمارية والمالية بين إسبانيا والإمارات لا سيما في القطاع المصرفي ..وتناولت موضوعات محورية مثل العلاقات الاقتصادية والمالية بين البلدين والجوانب القانونية والتنظيمية لتأسيس الأعمال سواء في الإمارات أو إسبانيا.. فضلا عن حلول التمويل الإسلامي وتطوير شراكات القطاعين العام والخاص في مجال مشاريع البنية التحتية.
شارك في الندوة نخبة من خبراء البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية إلى جانب مسئولين كبار من بينهم سعادة عبد الله آل صالح وكيل وزارة التجارة الخارجية وسعادة غونزالو دي بنيتو سكدس سفير المملكة الاسبانية لدى الدولة ، وكان المركزان الماليان قد عقدا أول ندوة مشتركة بينهما في العاصمة الأسبانية مدريد في سبتمبر من العام الماضي عقب توقيع مذكرة التفاهم بين سلطة ومركز دبي المالي العالمي ومركز مدريد المالي بهدف تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين وتشجيع الاستثمار بينهما تحديدا وسائر دول المنطقة عامة ، وتعد دولة الإمارات الوجهة الأولى للصادرات الإسبانية في منطقة الشرق الأوسط والثالثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تقدر صادرات إسبانيا السنوية لدولة الإمارات حاليا بحوالي مليار يورو.
وخلال الندوة أعرب أوليفييه شوارتز، نائب الرئيس الأول والمستشار العام لموانئ دبي العالمية عن تطلع الشركة للاستثمار في دول أميركا اللاتينية عبر إقامة شراكات مع الشركات الإسبانية، مشيرا إلى أن الاستثمار سوف يأخذ شكل امتلاك حصص في شركات دول أميركا اللاتينية، وأوضح أن إقامة شراكات مع الشركات الأسبانية يحقق فوائد عدة، منها الاستفادة من اتفاقيات حماية الاستثمارات الموقعة بين اسبانيا والعديد من دول أميركا اللاتينية ، ومن جانبه كشف بيدرو موجارا، العضو المنتدب لشركة سينر أبوظبي، عن بدء الشركة في إجراء دراسة بشأن إقامة محطة للطاقة الشمسية في أبوظبي بعدما انتهت من انشاء محطة جيما سولار في اسبانيا الشهر الماضي بطاقة 50 ميغاوات.
وبدوره قال غونزالو دي بينيتو سيكادس، السفير الإسباني في الإمارات، إن هناك علاقات قوية تربط بين البلدين في المجالات التجارية والمالية والاقتصادية. وإن ذلك انعكس على حجم التجارة الثنائية بين البلدين الذي ارتفع بسرعة كبيرة ليصل إلى ذروته في عام 2008 مسجلاً 1.6 مليار دولار أميركي، ليعود وينخفض إلى حد ما متأثراً بتداعيات الأزمة المالية العالمية ، وأضاف: لكننا نتوقع أن نرى تقدماً ملحوظاً في المستقبل، وهو أمر بدأ يتضح لنا في المقارنة بين العام 2011 والعام الفائت. كذلك حققت الاستثمارات الخارجية تقدماً جيداً في السنوات الأخيرة، مع العلم بأن الإمارات كانت أول دولة أجنبية تستثمر في إسبانيا في عام 2009.