التحليل الفني للذهب: شهر مليء بالكوارث..حذارِ

"الطبيعة لا تعرف الكوارث ، وحدنا نحن الذي نصنع الكوارث"

جان جاك روسو

شهد شهر سبتمبر ( التاسع ) عبر التاريخ العديد من الكوارث الاقتصادية والحروب المالية التي تركت بصمات عميقة على الاقتصاد العالمي ، من أبرزها انهيار وول ستريت في عام 1929 الذي أدى إلى بداية الكساد الكبير، وأزمة الرهن العقاري في عام 2008 التي تسببت في ركود عالمي وأفلست العديد من المؤسسات المالية الكبرى، كما لا يمكن نسيان أزمة النفط عام 1973 التي بدأت تحضيراتها في سبتمبر وأحدثت صدمة في أسعار الطاقة عالمياً، وأزمة الديون السيادية الأوروبية في سبتمبر 2011 التي هددت استقرار منطقة اليورو، لم يحمل الماضي في شهر سبتمبر مجرد كوارث اقتصادية وإنما وسم أيضاً بشهر الحروب فالحرب العالمية الثانية بدأت في سبتمبر ، وكانت حرب الخليج في سبتمبر ولا داعي أن أذكرك بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ،هذا كله جعل المستثمر و المضارب وأغلب متداولي الولايات يصف شهر سبتمبر بشهر الكوارث ولهذا يميل الأغلب إلى الخروج من السوق مستفيداَ من عطلة الصيف مما يجعل السيولة في السوق قليلة ومنه تداولات عشوائية يتحكم بها القطيع الذي تسيطر عليه العاطفة.

آخر الأخبار وأثرها على السعر

" في ظل الكوارث تولد ثروات وكذلك الكثير من الفقراء "

تشارلز ويلان

• يسود السوق حالة غموض وذلك لتقارب نتائج الانتخابات الأميركية بين الحزب الجمهوري و الديمقراطي ومنه ضبابية الموقع ما بين ترامب و وهاريس ، وهذا ما يجعل الأسواق تميل إلى نزعة من الخوف.

• لم يعد الرهان حول خفض الفائدة هو خبز السوق ولكن الرهان هو مقدار خفض الفائدة وبحال كان أكثر من المتوقع حينها قد نرى استمرار ارتفاع أسعار السلع التحوطية مثل الذهب ، الفضة وتراجع الدولار.

• استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا دون وجود أي تغطية إعلامية سوى مصادر أوكرانية يزيد الشكوك أن روسيا هي التي أثارت القلق في المنطقة لصرف النظر عنها.

• تدفق سيولة أكبر نحو العملات الرقمية والبيتكوين كأصل منافس للذهب يجعل من السيولة المتدفقة للذهب أقل مما هي عليه.

• يمتاز شهر 9 بانه شهر الحروب و كذلك شهر العطل في الولايات حيث يميل أغلب المستثمرين و المضاربين في وول ستريت إلى أخذ إجازة سنوية ما بين منتصف أغسطس إلى نهاية سبتمبر وهذا ما يجعله شهر عنيف من حيث التقلبات الغير مدروسة كون من يسيطر على السوق في الوقت الراهن هو المتداول الفردي.

أهم المؤشرات الاقتصادية

• بالنظر إلى نتائج المؤشرات الاقتصادية نرى ثبات التضخم على حاله منذ فترة عند 2.4 مع ارتفاع معدلات البطالة وتحسن النمو الاقتصادي إلى 2.5 مما يجعله أعلى من التضخم بنسبة 0.13 وهذا ما يجعلنا نجزم أن خفض الفائدة قادم لكنه بوتيرة بطيئة جداَ وحذرة خوفاً من أن يعود التضخم خصوصاً أنه قد يكلفنا ركوداً.

• التركيز على بيانات سوق العمل و التوظيف و الوظائف سيجعل السوق بأسره يتحرك بناء على بيانات يوم الخميس ، فبحال صدرت بيانات الوظائف إيجابية ستزول المخاوف من وقوع ركود ومنه خفض الفائدة وانتعاش الأسواق.

التحليل الفني للسعر

"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"

الطبيب صالح

• احصائياً يتميز شهر سبتمبر بتصحيح أسعار الذهب، الفضة، والبيتكوين ، ذلك لما يحوي من عطل تليها كوارث متوقعه ومنها انحسار الأسعار.

• أقصى سعر يمكن أن يبلغه الذهب في الوقت الراهن هو 2555 ، وبنسبة تصل إلى 97% فإن السعر يجب أن يكون أسفل هذا المستوى _ تم استخدام طريقة Normal distribution pattern في الاحتمال الرياضي.

• ارتفعت مشاعر القلق والطمع في الذهب مما يجعل فكرة تحقيق المزيد من الصعود قبل حركة تصحيحة مستبعدة.

• تركزت مراكز الفوليوم و التي تعبر عن الشراء للذهب عند 2370 – 2330 ، مع تراجع الشراء من قبل المؤسسات المالية عندما دخل الذهب أعلى 2370 ومنه نقول ان السعر بدئ يرى على أنه مبالغ به.

الخلاصة:

نتوقع أن الذهب وصل إلى أوجه الأول في الصعود وهذه الموجة في مشارف النهاية لنتوقع حركة تصحيح للذهب نحو 2370 – 2350 والتي تشكل مراكز شراء للذهب أخيرة جيدة لتحقيق حفظ قيمة للاستثمارات متوسطة وطويلة الأجل وكذلك جيدة لمضاربي الفوركس.

رأي المستشار المالي

في النهاية عزيزي القارئ إني أرى في سوق تعلوه مشاعر الخوف من مستقبل الدولار والحروب التي ستندلع في أي لحظة مع مشاعر الطمع بتحقيق أقصى الأرباح ، الكثير من العقبات على رأسها البساطة التي يصورها لك الإعلام بخلق الثروات والسذاجة التي فيها أن الاستثمار بالذهب دوماً مربح لأن الحقيقة هي أن الاستثمار بالذهب هو لحفظ القيمة فلا تعد 4% ربحاً على أموالك حينما ترتفع جميع الأسعار 4% ،لذا في هذا الوقت تماماً تكون نصيحتي إذا أردت حفظ القيمة فالذهب لا جدال أنه الأمثل أما إذا أردت الربح فأعتقد أن الذهب أصبح أبعد عن هذا الهدف ، وكذلك الأمر ينطبق على المضاربة فإن ارتفاع الانحراف المعياري لأسعار الذهب يدل على أن الذهب أصبح أقرب نحو التداولات العنيفة بنطاقات أوسع ولذلك قد لا يكون جيد في الوقت الراهن لمضاربات الفوركس.

وفي الختام لا بد أن تعلم يقيناً أن السوق يحوي نخبة من عباقرة هذا الكون فلا تعتقد أن هذه العباقرة التي تسير من قبل أعتى المؤسسات المالية ستجعل فرصة شراء أي سلعة في أي سوق يبدو بهذه البساطة ولذلك استخدم أدوات تقوم على العلم الحقيقي القابل للقياس والذي لا يحمل عدة آراء فأنت هنا تتعامل مع علم سلوكي يقوم على الآراء وبهذا قد ترى أن الكل يختلف على تحليل سلعة معينة فأحدهم يرى نموذج صاعد والآخر يرى نموذج هابط لكن لن ترى أحدهم يختلف على مجموع رقمين ولهذا أدعوك لاستخدام الرياضيات ، الاحصاء ، وقوانين الاقتصاد فهي التي ستخبرك حقيقة السوق وهي التي على الأقل كفيلة بأن تفسر لك طبيعة منافسة هذه العباقرة.

المستشار عمر جاسم آل صياح

الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن

X: @omarsyyah