تشهد مصر الآن حركة من عدم الإستقرار السياسى لما ترتب عليه أثار اقتصادية وخيمة من أول القطاعات التى تأثرت بهذا التدهور هو القطاع السياحى، حيث فى فترة الإحتجاجات التى تمر بها مصر وجه السائحين أنظارهم بعيداً عن مصر.
وعزى ذلك لعدم الاستقرار الأمنى بالبلاد من وجهة نظرهم لما يتابعونه من أحداث التحرير وما أسفر عنه أخيراً فى حرق المجمع العلمى بالقاهرة، ولذلك فإن أعداد السائحين تراجع خلال الربع الثالث من العام الجاري بنحو 24% ليصل إلى 2.8 مليون سائح.
وفى المقابل لو نظرنا لنفس الفترة من عام 2010 نشاهد أن أعداد السائحين وصل الى نحو 3.6 مليون سائح، وبين بيان صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الأربعاء نصه: "أن الحركة السياحية خلال الفترة من أول يوليو حتى نهاية سبتمبر 2011 ما زالت متأثرة بالتطورات التى تشهدها مصر"، من عمليات احتجاجات بميدان التحرير الذين يطالبون بعزل المجلس العسكرى عن الحكم، مع عدم الرضى بحكومة الجنزورى.
ومن خلال النتائج استعرض أن أكثر السائحين تأثراً بتلك التطورات هم القادمون من أوروبا الغربية لذا انخفض عدد السائحين القادمين منها خلال الربع الثالث بنسبة 33.1 % بالمقارنة بالربع نفسه خلال العام الماضى، أما بالنسبة للسائحين القادمين من منطقة الشرق الأوسط فقد كانوا فى المرتبة الثانية من حيث المناطق التى تأثرت بهذه الموجة الإحتجاجية.
ومن خلال زيارتى لمدينة شرم الشيخ السياحية التى تقع فى محافظة جنوب سيناء وجدت أن اعداد السائحين ضئيل جداً ومعظمهم من الجنسيات الروسية بالرغم من أن تلك المدينة السايحية كانت عليها اقبال واسع للنظير من السائح الأجنبى، فكنت لا تستطيع ايجاد غرفة فى فندق لكى تمكث فيها لأن عدد الغرف جميعها محجوزة.
فمثلاً فندق "هيلتون شاركس باى" وهو من أحد الفنادق التى تشهد اقبالاً كبيراً عليها لما تتوافر فيها من خدمات ممتازة لنزلائها، فكان نسب الإشغال فيها فى خلال العام الماضى وصل الى أكثر من 88.6 %، أما بعد الأحداث التى شهدتها مصر فقد قل نسب الإشغال فى الفندق مما دعا مديرين الفندق لعمل عروض تخفيضية وذلك لتنشيط السياحة الداخلية بديلاً عن السياحة الخارجية.
ورأينا فى وقت سابق ما قامت به عدد من شركات السياحة المصرية بعمل اجتماعات بشركات سياحة عالمية من أجل العمل على جذب السائح الأجنبى لمصر، من خلال طمأنتهم بأن الأجواء بهذه المناطق السياحية آمنة وليس بها أى من أعمال الشغب، فكل الجهود تتكاتف نحو هدف واحد "تنشيط السياحة المصرية لتعود مخضرة من جديد".
www.nuqudy.com/نقودي.كوم