لم تقتصر معاناة الشعب السوري على مواجهة النظام الاسدي فحسب ، بل إمتدت لتشمل معاناة إقتصادية من جميع النواحى ، فقد فرض الحصار الإقتصادى على سوريا حجم معاناة لم يشدهها الشعب من قبل ، وإمتدت معاناتهم لتصل إلى اسعار البنزين الذى شهد إرتفاعا أمس أثر فى نفس الجميع وإرتفعت معه تعريفة المواصلات .
فقد رفعت الحكومة السورية سعر ليتر البنزين من 44 ليرة إلى 50 ليرة (الدولار يساوي 55 ليرة تقريباً)، ليصبح سعر صفيحة البنزين سعة 20 ليتراً في السوق المحلية ألف ليرة، في حين ارتفع سعر ليتر البنزين من النوع الممتاز من 50 ليرة إلى 55 ليرة.
وقد زاد سائقو الأجرة التعرفة بنحو 25% نتيجة رفع سعر البنزين. وخفضت الحكومة أخيراً استهلاك أجهزتها من مادة البنزين إلى الربع تقريباً، بينما تشير الأرقام إلى أن استهلاك هذه الأجهزة يصل إلى نحو 53% من مجمل استهلاك البلاد، في حين يبلغ استهلاكها من مادة المازوت نحو 50% من إجمالي استهلاك البلاد.
وعن ما اشيع من توقف اعمال شركة "تات نفط" الروسية ، فقد نفت الشركة هذا الخبر مؤكدة إن "الشركة مستمرة في عملها وتمارس كل نشاطاتها كالمعتاد". وترتبط الشركة الروسية منذ العام الماضي بعقد مع "المؤسسة العامة للنفط" السورية، التي أدرجها الاتحاد الأوروبي على قائمته السوداء، وتنتج النفط في حقل جنوب "الكشمة"القريب من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، والذي يبلغ إنتاجه نحو 80 طناً من النفط الخفيف يومياً.
وكانت شركات غربية، منها "توتال" الفرنسية و"شل" الهولندية و"سنكور" الكندية المختصة بإنتاج الغاز، أعلنت أخيراً إيقاف أعمالها في سورية بسبب تأثرها بالعقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على قطاع النفط السوري. وكانت شركة "توتال" أنتجت العام الماضي 39 ألف برميل يومياً في سوريا، وهي تُعتبر مع شركة شل من أكبر الشركات الأجنبية المستثمرة في صناعة تكرير النفط في سوريا.
هذا بالإضافة إلى بعض الشركات الأخرى مثل ، "شركة النفط الوطنية الصينية" ومؤسسة النفط الهندية، لكنهما لم تتأثرا بالعقوبات، في حين شملت العقوبات الأوروبية شركة "سيترول" السورية التي تستورد المنتجات النفطية من الأسواق العالمية. وأجبِرت سوريا على خفض إنتاجها النفطي ما بين 30 و35 في المئة، ما أدى إلى تراجع الإنتاج من نحو 380 ألف برميل يومياً إلى نحو 260 ألفاً.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم