هناك شبه إجماع على خبرة رئيس الوزراء المصري الدكتور " كمال الجنزوري " الإقتصادية والتخطيطية رغم إعتراض ثوار ميدان التحرير عليه بحجة عمله مع النظام السابق ويطالب السواد الأعظم من الشعب إعطائه الفرصة كاملة .
وقال الدكتور " محمود مسعود " أستاذ الإقتصاد بجامعة القاهرة أن الإقتصاد المصري لديه مقومات كثيرة للعودة لسابق عهده ومنها السياحة التي إنخفضت بمقدار 1.3% فقط عن نفس الفترة من العام الماضي ولم تنخفض بالصورة القاتمة التي يطرحها الكثيرون الآن .
مؤكدا ً أن إستقرار الوضع الأمني سيعود بالسائحين من جديد للمعدلات السابقة لأن هذا القطاع يعمل به أكثر من 5 ملايين شخص الذي يعد من أهم مصادر الدخل القومي .
وأضاف أن الجنزوري لديه القدرة على إنعاش الأقتصاد المصري لما يمتلكه من خبرات كبيرة من خلال الإجراءات التي يتبعها حاليا ًوعلى رأسها وضع حد أقصى لأجور الوزراء وكبار المسئولين والحد من أعداد المستشارين في كل مؤسسات الدولة فضلا ً عن إسترداد الأراضي الممنوحة لرجال الأعمال والمستثمرين الغير جادين في إستثماراتهم .
وأشار " محمد منصور " أستاذ الإقتصاد بجامعة الأزهر أن إعادة الحياة للإقتصاد المصري مرهون بعودة الإنتاج لمستوياته السابقة ووقف كل أشكال الإعتصامات والمطالبات الفئوية فليس من المعقول أن نطلب زيادة في المرتبات ونحن لا نعمل وأن هذا يقضي على أي إقتصاد في العالم مهما كانت قوته .
مضيفا ً أن عجز الموازنة وصل إلى مستويات قياسية بلغت 134 مليار جنيه فضلا عن إنخفاض الإحتياطي الدولاري مما تسبب في تخفيض مستوى مصر الإئتماني ودفع المؤسسات الدولية إلى وضع شروط تعجيزية لإقراض مصر أو تدخل في شئونها الإقتصادية .
وحذر منصور من إندلاع ثورة جياع إذا إستمر حشد المليونيات والإعتصامات بهذا الشكل بعد تولي رئيس الجمهورية الجديد مهامه لأنه وضع لا ينبىء بأي خير .
وأوضح عميد معهد التخطيط السابق الدكتور " محمود عبد الحي " أن الظروف القائمة تضع المسئولين ورجال الأعمال في حالة خوف من إتخاذ أي قرار قد يضعهم تحت طائلة القانون أو يعتبرهم من الفاسدين مشيرا أن الإعلام دوره سلبي محملا ً إياه المسئولية حيث إختصر الوضع السياسي في فوز الإخوان والسلفيين في البرلمان وحالة الترهيب السائدة الآن
من ناحية أخرى قال " صبري الباجة " عضو تحالف المصريين الأمريكيين أن المصريين في الخارج يبلغ عددهم نحو 10 ملايين مصري يدخلون لمصر ما يقرب من 12 مليار دولار سنويا ًوأنهم قدموا إقتراحا ً يتمثل في طرح شهادتين بدون فوائد في السنة الأولى تخصص لدعم الإقتصاد المصري أحدهما بألف دولار والثانية بـ 50 ألف دولار على أن تكون الفائدة 1% في السنة الثانية .
وأضاف الباجة أن حصيلة تنفيذ هذا الإقتراح تتراوح من 5 – 10 مليارات دولار دخلا لمصر وهذا كافي للإستغناء عن قروض صندوق النقد و البنك الدوليين .
وطرح رجل الأعمال المصري " محمود الأسيوطي " أحد المستثمرين في قطاع السياحة فكرة تمليك المصريين بالخارج أراضي في مصر خاصة في المناطق الصحراوية والإستثمار بها في القطاع السياحي سيدر على مصر نحو 40 مليار جنيه خلال 4 أشهر .
وإستبعد الرئيس التنفيذي لمجموعة " هيرمس " القابضة السيد " حسن هيكل " أن مصر بعيدة عن خطر الإفلاس لأنها تمتلك مؤسسات وأصول كبيرة ولكنه حذر من مشكلة البطالة التي إرتفعت إلى 17% من 10% قبل قيام الثورة .
وأضاف هيكل أن لابد من إعادة النظر في سعر عقود الغاز حيث أننا نبيع الآن على 2.25 دولار والسعر العالمي 9 دولارات وهذا يضيع على مصر نحو 10 مليارات دولار سنويا , مضيفا ً أنه لابد هيكلة نظام دعم المحروقات لأن مصر تصدر بـ 35 مليار دولار سنويا ً غاز وبترول يصل منها فقط 20% إلى الدولة والباقي في صورة دعم .