وسط سعى الدولة لبناء سياسات أكثر انحيازاً لحاجات غالبية المواطنين ينتظر ضحايا الخصخصة لتحديد مصيرهم خلال عام 2012 ما بين رجوع الشركات المصرية لأحضان الدولة مرة أخرى أو بقائها بأيدي ملاكها، الذين اشتروها في إطار سياسة الخصخصة بأسعار اعتبرها البعض لا تعادل نصف قيمتها الحقيقية.
وقد انتقد تقرير لمرصد الموازنة العامة وحقوق الإنسان بشدة الحكومات المصرية المتعاقبة، على إدارتها نظاماً للتخصيص في السنوات العشر الماضية كان مردوده صفراً على الناتج المحلي، كما لم يخدم سوى أصحاب المصالح والمقربين من النظام السابق.
ورصد التقرير الذي نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية مقتطفات منه وحمل عنوان "تخصيص مصر 1990–2010"، رصد امتلاك 314 شركة تابعة لـ 27 شركة قابضة في بداية تطبيق برنامج التخصيص، تقلصت إلى 155 شركة تملكها تسع شركات قابضة، ما يعني خسارة نحو 51% من الطاقة الإنتاجية لهذه الشركات.
ولفت إلى أن مصر "خسرت 71 حصة من مشاركتها في المشاريع المشتركة البالغ عددها نحو 679، يتركز معظمها في القطاع المصرفي، فضلاً عن خسارة 111 من الخطوط الإنتاجية والأراضي التي كان يُفترض مساهمتها في تطوير القطاع الصناعي".
وقدّر التقرير حصيلة عمليات التخصيص خلال العقد الماضي بـ 650.57 مليار جنيه أُنفقت في مجالات غير متجددة، أي تبديد ثروة متجددة كان يمكن أن تحقق أرباحاً سنوية، فضلاً عن خسارة 20% من متوسط إيرادات شركات القطاع العام، وهي الحصيلة التي كانت تموّل الموازنة العامة.
ولم تقتصر نتائج التخصيص على هذه الخسارة، بل ارتفع عجز الموازنة من 3% عند بداية تطبيق البرنامج لتصل إلى 8% من الناتج المحلي. وسجلت نسبة المديوينة ارتفاعاً قياسياً، مقوضة أهم الدعامات التي قام على أساسها برنامج التخصيص.
يُذكر أن الحكومة المصرية بدأت برنامجاً للإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي، استجابة لاختلال هيكل الاقتصاد الكلي، وارتفاع حجم المديونية، إضافة إلى عجز الحكومة المصرية عن خدمة الديون. وكانت دائرة الاستثمار في محكمة القضاء الإداري أصدرت أحكاماً قضائية ببطلان عقود بيع عدد من الشركات التي خضعت لبرنامج التخصيص.