مع انتهاء عام وقدوم عام جديد ظهرت دولة قطر كإحدى الدول الأسرع نموا اقتصاديا على المستوى العالمي في وقت شيع فيه هاجس الخوف من تكرار حدوث أزمة اقتصادية عالمية جديدة في ظل عدم اتضاح الرؤية وسط تفاقم أزمة الديون الأوروبية وتزايد العجز في الميزانية الأميركية إضافة إلى الانعكاسات السلبية على اقتصادات الدول التي شهدت اضطرابات جراء ما سمي «بثورات الربيع العربي».
ومن المتنبأ به أن تسجل قطر نموا يتجاوز 20 بالمائة نهاية العام 2011 وفقا لما أعلن عنه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطابه الذي ألقاه أمام الدورة الأربعين لأعمال مجلس الشورى، مؤكدا أن قطر من أسرع الاقتصاديات نموا في العالم وتعمل دولة قطر بحسب لخطط راسخة تؤسس لتنمية مستدامة بما يحقق «رؤية قطر الوطنية 2030» والتي ترتكز على تدعيم التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتحويل الاقتصاد من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد معرفي.
ويتتنبأ أن يرتفع إجمالي الناتج المحلي لدولة قطر، من 547 مليار ريال العام 2011 إلى 775 مليار ريال خلال العام 2016 وفقا للبيانات التي أعلنت عنها استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر. 2011-2016 التي تم تدشينها في شهر مارس الماضي والتي تعد ترجمة للأهداف الطموحة لرؤية قطر الوطنية والتي تهدف إلى رسم «قطر المستقبل» وإرساء أسس التنمية الدائمة في البلاد.. وتتوقع هذه الاستراتيجية أن يصل حجم إجمالي الاستثمار المحلي 820 مليار ريال خلال الفترة 2011- 2016.
ويتابع الاقتصاد القطري مسيرته التنموية التي بدأت قبل سنوات والتي توضحها الأرقام حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لسنة 2010، (166) بالمائة، كما حققت قطر معدل نمو سنوي بلغ 157 بالمائة في الفترة من 2006 إلى 2010وشهدت قطر تطورات اقتصادية بارزة في سياق تطوير استراتيجيات طويلة الأمد حولت مسار الدولة من دولة ذات اقتصاد يعتمد على تصدير البترول بشكل خام إلى دولة حديثة تصل بمنتجاتها إلى مختلف أصقاع العالم وتحتل الريادة العالمية في صناعاتها ومنتجاتها المتعددة.
وبعد أن أصبحت قطر لاعبا رئيسا في صناعة الغاز الطبيعي المسال عالميا بوصول إنتاجها إلى 77 مليون طن سنويا، كان العام 2011 المسار الأبرز لتحقيق إنجازات اقتصادية من خلال افتتاح مشاريع ريادية ساهمت بوضع الدولة على الخريطة العالمية لتكون منافسا قويا لأكبر الدول العالمية. وقد حققت قطر إنجازا في مجال صناعة تحويل الغاز إلى سوائل العام 2011 حيث وصل إنتاجها مع افتتاح مشروع اللؤلؤة خلال العام الجاري إلى 170 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز الطبيعي.
ويعد مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل الذي تم تدشينه شهر نوفمبر الماضي بتكلفة بلغت نحو 19 مليار دولار ظاهرة عالمية في تقنية تحويل الغاز إلى سوائل، حيث يقدم أكبر مصنع لتحويل الغاز إلى سوائل في العالم، وأكبر سعة لإنتاج زيوت تشحيم أساسية بجودة فائقة على مستوى العالم، إضافة إلى أنه يعتبر أكبر منشأة في العالم منتجة لمادة "البارافين" العادي المعتمدة على تحويل الغاز إلى سوائل وما يميز قطر أنها تعتبر مركزا لتشجيع واستقطاب رؤوس الأموال الاجنبية بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تنعم به الدولة والذي كان عاملا حاسما في توفير مناخ إيجابي إضافة إلى توفر رؤوس الأموال اللازمة لتمويل المشاريع نظرا لقوة ومتانة القطاع المصرفي في الدولة والسمعة العالمية التي تتمتع بها.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم