إسرائيل تنوي منافسة قناة السويس المصرية في الملاحة البحرية

في تصريح لرئيس الوزراء الاسرائيلي, قال ان إسرائيل تخطط لإقامة خط حديدي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط يمكن أن ينقل ما يفيض عن قدرة قناة السويس على الطريق بين آسيا وأوروبا, وأوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن فكرة تفريغ حمولات السفن في ميناء ونقلها بالسكك الحديدية لتحملها سفن أخرى من ميناء آخر لاقت "اهتماما كبيرا" بين مصدرين كبار في الهند والصين.
الموافقة لم تأتي حتى الان :
من الجدير بالذكر ان المشروع لم ينل الموافقة النهائية بعد وما زال يفتقر الى خطط التمويل. كما لم تعلن إسرائيل بعد حجم الحمولات التي تتوقع أن ينقلها الخط المكهرب المقترح الذي سيمتد 350 كيلومترا من إيلات على البحر الأحمر إلى أسدود على البحر المتوسط على بعد 30 كيلومترا جنوبي تل أبيب, وقال نتنياهو في تصريحات علنية في افتتاح مناقشة مجلس الوزراء للمشروع "لإقامة هذا الخط أهمية استراتيجية على المستويين الوطني والدولي."
لماذا الان :
وكان المسؤولون الإسرائيليون رفضوا فكرة أن خطة إقامة الخط الحديدي تأتي ردا على الاضطرابات السياسية في مصر وصعود الأحزاب الإسلامية برغم أن إسرائيل تعد في هدوء لاحتمال إضعاف معاهدة السلام مع مصر, وقال مسؤول لـ"رويترز" إن خط السكك الحديدية ضمان واق في حالة عجز قناة السويس عن النهوض بعبء تزايد حركة التجارة البحرية.
وبعد مرور عام على الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك يشعر الاسرائيليون بالقلق بشأن ما شهدته مصر من صعود للسياسيين الاسلاميين الذين يدعمون الفلسطينيين بقوة ويشعرون بالاستياء من العلاقات مع اسرائيل, وتعتمد اسرائيل بشدة على الواردات وخصوصا في مجال الطاقة ومن ثم يساورها القلق من أي تهديد محتمل للامدادات.
وكان دبلوماسيون اسرائيليون قد شككو في أن تهدد مصر الملاحة الاسرائيلية ثانية كما فعلت حين اغلقت مضائق تيران عام 1967 وقال انه يثق في تأكيد حكومة نتنياهو أن الخط سيكون تجاريا في الاساس أكثر منه رصيدا أمنيا.

ضغط على قناة السويس :
ومن الجدير بالذكر ان القناة استحوذت على ثمانية في المئة من حركة التجارة المنقولة بحرا في 2009, وأضاف المسؤول "سيكون هناك كثير من الضغط على قناة السويس والفكرة هنا هي ايجاد ضمان في حالة عجز القناة عن النهوض بحجم حركة النقل."
بديل ام ماذا : :
وفي تصريح له, قال عوديد عيران وهو دبلوماسي متقاعد يعمل الان باحثا في معهد دراسات الامن القومي بجامعة تل ابيب ان المتعاملين في مجال التجارة العالمية يبحثون بشكل متزايد عن بدائل برية للخطوط الملاحية البحرية, وقال القنصل المصري العام في اسرائيل سامح نبيل "من السابق لاوانه التعليق على الخط المقترح نظرا لان الموضوع ما زال في مرحلة تمهيدية، اعتقد ان هذه مسألة داخلية صرف.", وسعت الدولتان في العلن الى التهوين من شأن أي تهديد لمعاهدة السلام الموقعة بينهما عام 1979 وواصلت السفن الاسرائيلية بما في ذلك سفن البحرية عبور قناة السويس.
وتابع عوديد عيران الدبلوماسي المتقاعد الذي يعمل الان باحثا في معهد دراسات الامن القومي بجامعة تل ابيب "عبور قناة السويس يكلف الكثير من المال بسبب التأخير" مشيرا الى الوقت المستهلك في حصول السفن على تصريح دخول القناة وعبورها.
ملياري دولار للمشروع و استغلال للمناطق الصحراوية :
وربط مسؤولون اسرائيليون بين المشروع وجهود أوسع نطاقا لاستغلال المناطق الصحراوية الجنوبية في اسرائيل بما في ذلك خط أنابيب بين ايلات واسدود يتوقع ان يضخ الغاز الطبيعي من منصات في البحر المتوسط لتصديره عبر البحر الاحمر.
وحسب توقعات وسائل اعلام اسرائيلية, توقعت ان تبلغ تكلفة الخط الحديدي نحو ملياري دولار. وقالت وزارة النقل الاسرائيلية انها تبحث عن شركة صينية لانشائه وتوقعت ان يستغرق بناؤه خمس سنوات.