في خضم الأحداث الدامية التي تشهدها مصر أكدت بيانات بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك الصادرة عن الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء على أن متوسط الإنفاق الكلي السنوي للأسرة المصرية يبلغ نحو 22 ألف جنيه لإجمالي الجمهورية المصرية بمتوسط شهري قدره 1,854 جنيه مصري.
كما أشارت البيانات إلى أن متوسط الإنفاق السنوي الكلي للأسرة بالحضر يبلغ نحو26 ألف جنيه بمتوسط شهري2,221 جنيه وفي الريف نحو 18 ألف جنيه بمتوسط شهري1,553 جنيها.
وطبقا للأرقام فإن متوسط الإنفاق الكلي السنوي للأسرة المصرية بالمدن يفوق مثيله في الريف بنحو ثمانية آلاف جنيه حيث تعد المناطق والمحافظات الحضرية هي أكثر المناطق إنفاقا على مختلف السلع والخدمات.كما ترتفع الأسعار في المدن عن الريف.
وطبقا للبحث والذي يتم إجراؤه كل عامين فإن إنفاق الأسرة المصرية على الأطعمة والمشروبات وصلت نسبته إلى 40% من إنفاق الأسرة مقابل 18% وهي نسبة الإنفاق السنوي على المسكن ومستلزمات و8% فقط على الخدمات والرعاية الصحية و2% على الثقافة والتزفيه و3.9% على التعليم.
ويعني ذلك أن الأطعمة والمشروبات تلتهم جانبا كبيرا من ميزانية الأسرة في الوقت الذي يتضاءل فيه الإنفاق على الرعاية الصحية والثقافة والترفيه والتعليم.
حيث يصل متوسط الإنفاق السنوي للأسرة المصرية على الخدمات والرعاية الصحية نحو1,813 جنيها ومتوسط الإنفاق السنوي على التعليم للأسرة التي لديها أفراد ملتحقون بالتعليم نحو3,706 جنيها مقارنة بمتوسط سنوي قدره8,887 جنيها للإنفاق على الأطعمة والمشروبات.
ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الأطعمة والمشروبات وزيادتها المستمرة مقارنة بالارتفاعات في باقي بنود إنفاق الأسرة المصرية وكلما ارتفع المستوي الاجتماعي والثقافي للأسرة كلما قل إنفاقها على هذا البند الذي يلتهم جانبا كبيرا من إنفاق الأسر الفقيرة( الأطعمة والمشروبات) خاصة الأسر ذات الدخول المنخفضة والفقراء.
أما الإنفاق على التعليم فإن الدروس الخصوصية تحتل نسبة 42% من إجمالي الإنفاق الكلي للأسرة على التعليم مقابل نحو39% وهي المصروفات والرسوم الدراسية.
وقد احتلت المصروفات والرسوم الدراسية في الحضر أعلى مرتبة في الإنفاق على التعليم نتيجة اتجاه العديد من الأسر بالمدن للتعليم الخاص أما في الريف فقد مثلت الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية المرتبة الأولي بنسبة 47%.
أما المقارنة بين إنفاق الأغنياء والفقراء في المجتمع فهي تعكس انعدام العدالة الاجتماعية حيث يصل إنفاق الأثرياء في المجتمع إلى نسبة 39% من إجمالي الاستهلاك السنوي للسكان مقابل 9.5% وهو نصيب الشريحة الدنيا من إجمالي الاستهلاك السنوي للسكان أي ما يعادل أربعة أضعاف.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم