السيناريو المتوقع: ماذا ننتظر من اجتماع الفيدرالي الأمريكي؟

Arabictrader.com - تنتظر الأسواق القرارات المتعلقة بالسياسة النقدية والفائدة الأمريكية غدا الأربعاء عقب انتهاء اجتماع لجنة السوق المفتوحة في البنك الاحتياطي الفيدرالي المستمر على مدار يومي 27 و28 من شهر أبريل الجاري.

ومن المقرر صدور قرار وبيان الفائدة في الساعة 6:00 م بتوقيت جرينتش من يوم الأربعاء، على أن يتبعه المؤتمر الصحفي في الساعة 6:30 م بتوقيت جرينتش من نفس اليوم. وفيما يلي نظرة على أهم المؤثرات على قرار الفيدرالي الأمريكي وما ننتظره من هذا الاجتماع.

الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة

منذ الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال مارس الماضي، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة والتي شهدت إيجابية وتأثير جيد على حركة الدولار الأمريكي، وذلك على النحو التالي:

• بيانات سوق العمل

كان أهم تلك البيانات هي المؤشرات الصادرة في بداية أبريل، حيث أضاف الاقتصاد بالقطاع غير الزراعي 916 ألف وظيفة خلال شهر مارس، بأفضل من توقعات الأسواق بإضافة 652 ألف وظيفة، كما أنها أفضل من القراءة السابقة التي أظهرت إضافة الاقتصاد حوالي 379 ألف وظيفة، وتم تعديلها إلى نحو 468 ألف وظيفة. كذلك تراجع معدل البطالة من النسبة 6.2% خلال فبراير الماضي إلى النسبة 6.0% خلال مارس الماضي، بما يتوافق مع توقعات الأسواق. وهو ما يعتبر أمر إيجابي للاقتصاد الأمريكي.

• بيانات التضخم

كشفت البيانات الأخيرة عن تحسن وقوة التضخم في الولايات المتحدة بنهاية شهر مارس المنصرم، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهري نمو بحوالي 0.6% خلال شهر مارس، بما يفوق توقعات الأسواق بأن يسجل المؤشر حوالي 0.5% فقط. كما المؤشر بقيمته الأساسية نمو بنسبة 0.3%، بينما كانت التوقعات تشير إلى نمو المؤشر بنسبة 0.2%.

• بيانات مبيعات التجزئة

أيضا، جاءت بيانات التجزئة إيجابية وبأعلى من المتوقع. فوفقا للبيانات، فقد سجل مؤشر مبيعات التجزئة نموا على أساس شهري بنسبة 9.8%، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى تسجيل المؤشر نموا بنسبة 5.8% فقط. وفي الوقت نفسه، سجل مؤشر مبيعات التجزئة بقيمته الأساسية نموا بنسبة 8.4%، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى تسجيل المؤشر نموا بنسبة 5.1% فقط.

تصريحات صناع القرار في الفيدرالي الأمريكي

تعتبر معظم تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إيجابية، حيث يتوقع روبرت كابلان، انخفاض البطالة إلى مستويات 4% بنهاية العام الجاري. فيما يرى عضو الفيدرالي الأمريكي، كريستفور والر، أنه من المتوقع ارتفاع التضخم إلى 2.5% هذا العام، بالإضافة إلى أن ارتفاع التضخم مؤقت ولن يستمر.

وصرحت عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، دالي، بوقت سابق بأن ارتفاع التضخم الملحوظ حاليا لن يدوم طويلا موضحة أن الارتفاع الأخير في عوائد السندات هو علامة على أن المستثمرين يرون مستقبلا أكثر إشراقا. وفيما يخص ارتفاع عائدات السندات أشارت دالي إلى أن التيسير الكمي ما هو إلا أداة أولية ولا تستبعد استخدام أداة التحكم في منحنى العائد عند الحاجة لذلك.

على جانب أخر، أفادت تصريحات عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي، كلاريدا، أن مقياس الفيدرالي الأمريكي حول التضخم يجب أن يبقي توقعات الأسعار والزيادة المستقبلية في التضخم ثابتة عند النسبة 2%. وأي سياسة نقدية سوف يتبعها البنك لن تقضي على تقلبات التضخم. ولكن مقياس النجاح هو أن يبقي البنك على توقعات التضخم ثابتة على المدى الطويل.

• وبالتالي تميل معظم التصريحات للتأكيد على إيجابية سير سوق العمل ومعدلات البطالة، جنبا إلى جنب مع ارتفاع التضخم المتوقع.

إصابات فيروس كورونا وسياسات جو بايدن

حتى الآن وصلت أعداد إصابات فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 32.153.152 مليون شخص، كما يرتفع إجمالي وفيات فيروس كورونا المستجد إلى 572.237 حالة حتى الآن. فيما تستمر جهود الحكومة في تقديم تطعميات لقاح كورونا في محاولة للحد من معدل الإصابة الراهن.

في ظل ذلك، يسعى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في استثمار "أموال حقيقية" لمساعدة العمال المسرحين في الحصول على وظائف جديدة في صناعات النمو مثل الطاقة الخضراء والرعاية الصحية كجزء من حزمة الوظائف والبنية التحتية البالغة 2.3 تريليون دولار. هذا الأمر من شأنه دعم الاقتصاد ودعم السياسة التسهيلية في الولايات المتحدة. وبالتالي قد يخفف من الإجراءات المنتظرة من الفيدرالي الأمريكي مع استمرار أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الارتفاع.

ماذا ننتظر من اجتماع الفيدرالي الأمريكي؟

على الأرجح لن يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى تغيير موقفه من السياسة النقدية خلال هذا الاجتماع، ولكن في ضوء إيجابية معظم البيانات الاقتصادية الأمريكية واتجاه معظمها نحو التحسن، فقد يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى الإشارة إلى مدى تحسن التضخم والبيانات الاقتصادية وسوق العمل، ورغم أنه من المستبعد وجود تصريحات مباشرة حول تغيير توقعات رفع الفائدة ولكن إيجابية هذه البيانات تعطي احتمالية لبدء الفيدرالي الأمريكي في تخفيف وتيرة التحفيز النقدي في وقت أقرب مما كان متوقع سابقا.

ومن المؤكد أن الفيدرالي الأمريكي الأسواق ويبقى على السياسة النقدية الحالية دون تغيير خلال هذا الاجتماع، وينتظر صدور المزيد من البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، وبخاصة مع التطورات السلبية حول أعداد مصابي فيروس كورونا على مستوى العالم والتي من شأنها أن تضغط أداء الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة، وفي حالة سلبية التصريحات قد يواجه الدولار الأمريكي ضغوط بيعية مقابل العملات الرئيسية الأخرى. بينما سيناريو الإشارة إلى تخفيف التسهيل النقدي من شأنه أن ينعكس إيجابيا على تداولات الدولار الأمريكي في سوق العملات.

وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي محمد العريان خلال تصريحات صحفية اليوم الإثنين بأن الفيدرالي الأمريكي قد يتبع المركزي الأوروبي بالإبقاء على الفائدة والسياسة النقدية دون تغيير، وألا يتبع بنك كندا في تقليص حجم مشتريات السندات أو تعديل الجدول الزمني لرفع الفائدة.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يعدل توقعاته للنمو الاقتصادي ولكنه سيتبعها بتحذيرات حول فيروس كورونا وحالة عدم اليقين، وأنه سيذكر الأسواق بأنه مستعد لبذل المزيد في حالة حدوث المزيد من المخاطر السلبية، كما أنه سيقلل من مخاطر ارتفاع التضخم، وارتفاعه بأعلى من المتوقع.

اطلع على المقالة الأصلية