Investing.com - أعلن الاحتياطي الفيدرالي، إلقاء رئيسه، جيروم باول، خطابًا حول "التوقعات الاقتصادية،" يوم السبت الموافق 28 أغسطس، خلال فاعليات ندوة جاكسون هول السنوية في وايومينج بكنساس سيتي، وهي الندوة السنوية للمركزي الأمريكي. جاء الإعلان يوم الخميس عقب إصدار الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماع لجنة السوق المفتوح التابعة له، والذي أثار حالة من الضبابية والارتباك في الأسواق.
ويأمل السوق أن يتضح من خطاب باول المنتظر على نطاق واسع أي ملامح حول السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. وأظهرت بيانات المحضر انقسامًا بين أغلبية في اللجنة، ممن يرون بأن التضخم مرتفع، وهناك مخاطرة بأن يكون مستدام وليس محض تضخم مؤقت. كما أن الاقتصاد يحقق المعايير التي يضعها الفيدرالي نصب عينه عند اتخاذ القرار.
ونقرأ:
"لاحظ كثير من الأعضاء بأن تشديد السياسة النقدية في وقت مبكرة سيكون مصحوبًا بتقليص وتيرة مشتريات السندات في وقت قريب نسبيًا، في ضوء مخاطرة ارتفاع قراءات التضخم الأخيرة، والتي اثبتت بأنها ربما تكون مستدامة وليست مؤقتة على حد التوقعات المبكرة، ولأن تقليص المشتريات سيزيد من إمكانية تفعيل الإضافات بالنسبة لحيازات الأوراق المالية، بما يساعد في إنهائها قبل أن تقرر اللجنة رفع معدل الأموال الفيدرالية."
"بالتطلع للمستقبل، يرى بعض الأعضاء بأن ضغوط التضخم ستهدأ مع تلاشي العوامل الانتقالية، بينما يرى كثيرون بأن الاختناقات الأوسع من المتوقع لسلاسل الإمداد ستزيد من نفقات المدخلات، بما يجعل الضغوط التضخمية صاعد حتى 2022."
ولكن ما يزال هناك عدد من الحمائم الخائفين من اتخاذ خطوات مبكرة تربك الاقتصاد والسوق خاصة في ظل التعافي غير المتسق، ويقولون:
"أشار آخرون كثر إلى أن وتيرة المشتريات مستمرة في كونها مناسبة حتى العام المقبل، جراء ما يسود سوق العمل من عجز عن تحقيق أهداف اللجنة للنمو المستدام، أو بسبب عدم اليقين حول التقدم نحو الأهداف السعرية. ويشدد هؤلاء على أن اللجنة يتعين عليها التمتع بالصبر في توقعات النمو نحو الأهداف، وفي إعلان خطط مشتريات الأصول."
وإجمالًا:
أعلن الفيدرالي بآخر إعلان للسياسة النقدية عن استمرار نمو الاقتصاد صوب الهدف، وارتفاع وتيرة التطعيمات، والإيجابية العامة. وأبقى الفيدرالي على معدل الفائدة في نطاق بين 00.0% و0.25%، ومشتريات شهرية للسندات بـ 120 مليار دولار. مع ارتفاع قوي في التضخم، وفق قراءة مؤشر أسعار المستهلكين، فوق 5%.
وفي آخر خطابات باول قال إن الفيدرالي أسهم بتدخله السريع في إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من موجات البيع والذعر الحادة التي انتابته عقب تفشي فيروس كورونا، وأتبع باول بتصريح هادئ ضمن ندوة تعليمية بأن الفيدرالي الآن يخوض عملية هادفة لتنحية الأدوات التي استهلكها لتيسير السياسة المالية. حتى لا تفقد هذه الأدوات فاعليتها، وتصلح في مواجهة أي أزمة مستقبلية.
وفي هذا الصدد يخشى الفيدرالي مصير المركزي الأوروبي الذي خفض الفائدة للصفر وما دونه، وعند مواجهة أزمة قوية لم تكن ذخيرته بالقوة الكافية لضمان الاستقرار المطلوب.
لم يتفاعل السوق بقوة بالغة مع نبرة التشديد الفيدرالية، لأن الذهب بالفعل عانى من انهيار خاطف قبل أسبوعين، وتعافى منه سريعًا. بيد أن مؤشر الدولار انطلق بقوة جامحة لأعلى مستوياته في 9 أشهر مدعومًا بآمال التعافي، وتسبب في تراجع: اليورو، والجنيه الاسترليني، كما تراجعت عملات الأسواق الناشئة منها الليرة التركية، والبيزو المكسيكي، والريال البرازيلي، والشيكل.
فيما يتراجع سعر النفط للجلسة السادسة على التوالي، ليغلق نفط برنت عند 66.45، ويغلق خام غرب تكساس الوسيط عند 63.50 دولار للبرميل.
اقرأ:
الفيدرالي: هل يراوغ، أم نشهد تشديدًا للسياسة النقدية قريبًا؟