Investing.com - سجلت بيانات التضخم في أوروبا الصادرة منذ قليل ارتفاعات غير مسبوقة، وذلك بفعل الأزمات التي تعيشها القارة الآن، حيث تعد المستويات المسجلة اليوم هي الأعلى في تاريخ القارة الأوروبية.
زاد التضخم في القارة على وقع أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا نتيجة الحرب في أوكرانيا، خاصة في ظل تزايد احتمالات دخول القارة العجوز في نفق الركود في ظل استمرار سياسة رفع الفائدة للسيطرة على التضخم المتنامي.
بينما جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي سلبية هي الأخرى، حيث أشارت البيانات إلى تباطؤ النمو بالقارة بوتيرة أسرع على عكس توقعات الخبراء.
عاجل: بيانات إيجابية في ألمانيا على عكس التوقعات
مؤشر أسعار المستهلكين
وسجل مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي ارتفاعًا إلى 10.7%، فيما توقع الخبراء أن يسجل 10.2% فقط، وكان قد سجل في الشهر السابق صعودًا بـ 9.9%.
وتعد مستويات الـ 10.7% هي الأعلى في تاريخ القارة الأوروبية على أساس سنوي.
وعلى أساس شهري سجل مؤشر أسعار المستهلكين سجل ارتفاعًا بـ 1.5%، وكان قد سجل الشهر الماضي ارتفاعًا قدره 1.2%.
بيانات الناتج المحلي
فيما جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي سلبية هي الأخرى، حيث سجل الناتج الإجمالي المحلي (ربع سنويا) صعودًا بـ 0.2%، فيما توقع الخبراء أن يسجل 1.0%.
بينما سجل الناتج الإجمالي المحلي (سنويا) صعودًا بنسبة 2.1%، وذلك بعد أن سجل صعودًا بنحو 4.1% الشهر الماضي.
عاجل: الدولار يتفوق على الجميع.. صعود تاريخي منتظر بعد قرار الفيدرالي
الفائدة الأوروبية
أعلن البنك المركزي الأوروبي قرار الفائدة الأسبوع الماضي، وقام برفعها كما أشارت توقعات الخبراء، فبعد صعود مستويات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، يحاول البنك السيطرة على الأسعار من خلال رفع متنام لأسعار الفائدة الأوروبية، الأمر الذي ينذر بركود حاد.
ورفع المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بـ 75 نقطة أساس لتصعد إلى 2% لتوافق توقعات الخبراء وتسعير الأسواق الأوروبية.
وارتفعت نسبة الفائدة على الإقراض إلى 1.50% مرتفعة 75 نقطة أساس.
وارتفع تسهيل الإقراض الهامشي من البنك المركزي الأوروبي من 1.50% إلى 2.25% بزيادة 75 نقطة أيضًا.
تصريحات لاجارد
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، أنه من المرجح أن يكون النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو قد تباطأ بشكل كبير في الربع الثالث من العام، متوقعة مزيدًا من الضعف في الفترة المتبقية من هذا العام وبداية العام المقبل.
وأشارت لاجارد في مؤتمر صحفي بعد اجتماع المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي، إلى أن انخفاض قيمة اليورو زاد من الضغوط التضخمية، مؤكدة أن هناك المزيد من الزيادات المرتقبة في أسعار الفائدة قيد الإعداد.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي: "لقد اعترفنا بأن هناك المزيد من الارتفاعات في الأسعار قيد الإعداد، ولكن بأي وتيرة وإلى أي مستوى لا أستطيع إخباركم به".
وتابعت: "نواصل ونحرز تقدمًا كبيرًا وسيكون لدينا المزيد من الزيادات في الفائدة في المستقبل. لذلك تستمر عملية التطبيع. وفي وقت ما، سيكون علينا بالطبع تحديد سعر الفائدة الذي يدفعنا للوصل إلى التضخم المستهدف عند 2%".
وأكدت لاجارد، أن المركزي الأوروبي لم ينته من تطبيع سياسته النقدية، مؤكدة أن هناك المزيد من الأرضية يجب تغطيتها. وأضافت: "ما كررناه الآن هو أننا سنقرر المسار المستقبلي ووتيرة زيادة أسعارنا على أساس البيانات التي لدينا، وسنفعل ذلك بالاجتماع".
وأوضحت أن التضخم المرتفع يستمر في كبح الإنفاق والإنتاج. وزادت الاضطرابات الشديدة في إمدادات الغاز من تفاقم الوضع، وانخفضت ثقة المستهلك والأعمال بشكل سريع، الأمر الذي يلقي بثقله على الاقتصاد.
ركود قاس
حذر المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جنتيلونى، من تزايد مخاطر حصول ركود في أوروبا مع الارتفاع في أسعار الطاقة الناجم عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو ما ينعكس سلباً على الاقتصاد العالمي.
فقد حطمت أسعار الطاقة مستويات قياسية جديدة، وما زال التضخم يواصل صعوده، والمؤشرات الاقتصادية تتفاقم، خاصة في ظل رفع الفائدة بشكل متزايد.
قبل بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا كان الاتحاد الأوروبي ينفق ما يقرب من 2 % من الناتج المحلي الإجمالي على النفط والفحم والغاز الطبيعي، عندما بلغت أسعار الطاقة ذروتها وصل الرقم إلى ما يقرب من 12 %، وهو مبلغ أكبر مما شهدته خلال صدمات النفط في 1970، وهو في الطريق إلى الزيادة.
من جهتها، أكدت مصادر غربية أن نقص الغاز في أوروبا سيستمر لعام 2025 على الأقل، معتبرة أنه في الوقت الذي يركز السياسيون الأوروبيون على "نجاة المنطقة هذا الشتاء، إلا أن العام المقبل قد يكون أسوأ".
وبحسب وكالة "بلومبرج"، سيؤدى فقدان إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى استنفاد الاحتياطيات الأوروبية بشكلٍ أسرع عندما تنخفض درجات الحرارة في الأشهر المقبلة، الأمر الذي سيجعل عملية الاستعداد لموسم التدفئة التالي، أي العام المقبل، أكثر صعوبة.