برلين (رويترز) - أفادت بيانات يوم الجمعة بأن الناتج الاقتصادي الألماني شهد جمودا في الربع الأخير من 2022 ونما 1.9 بالمئة في العام بأكمله، مما يعطي مؤشرا جديدا على أن أكبر اقتصاد في أوروبا ربما تفادى الركود خلال فصل الشتاء على الأقل.
يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام بأكمله متوسط توقعات عند 1.8 بالمئة في استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء اقتصاد.
ويزيد الناتج المحلي الإجمالي في 2022 بنسبة 0.7 بالمئة عما كان عليه في 2019، وهو العام السابق على اندلاع جائحة كوفيد-19.
وقال وزير الاقتصاد روبرت هابك في التقرير الشهري للوزارة "تشير البيانات التي لدينا حاليا إلى أن التباطؤ الاقتصادي خلال النصف الشتوي من العام سيكون أقل حدة وأقل أمدا مما كان متوقعا".
وقال توماس جيتسل كبير الاقتصاديين لدى في.بي بنك إن أداء الاقتصاد جاء أفضل من أسوأ التوقعات، مضيفا "من الممكن أن يتأجل الركود. من ناحية أخرى، نستبعد عدم حدوث ركود نهائيا".
يُعرَّف الركود عموما على أنه انكماش لفصلين متتاليين، وكان الرقم الصادر للربع الرابع عن مكتب الإحصاءات الاتحادي الذي أشار لنمو صفري قراءة أولية قد تخضع للتعديل فيما بعد.
لكن هناك مؤشرات متزايدة على أن الاقتصاد، الذي حقق نموا في الربع الثالث، يمكن أن يتفادى أسوأ تباطؤ ناجم عن انخفاض إمدادات الطاقة الروسية بعد غزو أوكرانيا.
و أظهر مسح الشهر الماضي أن معنويات قطاع الأعمال ارتفعت بأكثر من المتوقع في ديسمبر كانون الأول على الرغم من تلك المعطيات التي أذكت التضخم.
وفي بريطانيا، حيث لا تزال التوقعات الاقتصادية الأوسع نطاقا قاتمة لعام 2023، أشارت بيانات صادرة يوم الجمعة نموا طفيفا في نوفمبر تشرين الثاني، مما يشي بأنها ربما تكون قد تجنبت بالفعل السقوط في هوة الركود.
وقالت المستشارة الاقتصادية للحكومة الألمانية مونيكا شنيتسر لرويترز يوم الخميس إن التضخم في ألمانيا بلغ ذروته على الأرجح مع انخفاض أسعار الطاقة العالمية، مضيفة أنها تتوقع استمرار تراجع أسعار الغاز الطبيعي هذا العام.
ونزل التضخم في ألمانيا للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر كانون الأول بسبب انخفاض أسعار الطاقة وسداد الحكومة فواتير الطاقة المنزلية لمرة واحدة، مع ارتفاع أسعار المستهلكين المنسقة مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 9.6 بالمئة على مدار العام.
وأضاف مكتب الإحصاءات أن العجز في ألمانيا بلغ 2.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2022.
(إعداد سها جادو ومحمود سلامة للنشرة العربية)