Investing.com - يعد هدف التضخم البالغ 2٪، هو مفتاح رؤية مجلس الاحتياطي الفيدرالي للأسعار المستقرة في الاقتصاد الأمريكي، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي. ولكن تحقيق هذا الهدف مشكوك فيه من قبل العديد من الخبراء الاقتصاديين، خاصة بعد ظهور مؤشرات اقتصادية خلال الفترة الأخيرة تدل على أن التضخم ما زال عنيدًا.
لكن جوش بيفنز، مدير الأبحاث في معهد السياسة الاقتصادية، قال لشبكة CNBC: "هدف التضخم البالغ 2٪، تعسفي نسبيًا، ومن الصعب الوصول إليه".
الذهب: ادخار.. استثمار.. مضاربة
تربع الذهب على عرش الأصول الاستثمارية الآمنة خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك لكونه الأداة الأكثر أمانًا لحفظ وتعظيم للأموال، سواء كان ذلك بالادخار أو الاستثمار أو حتى المضاربة.
وفي هذا الويبينار المجاني المقدم من "إنفستنغ السعودية" سنتعرف على تفاصيل مهمة حول تداول الذهب، وذلك من خلال تحليل فني وأساسي شامل يقدمه خبير التداول أ. غيث أبو الهلال.
ولكن يبقى السؤال، من أين نشأ حلم الوصول إلى تضخم يبلغ 2%؟
قال لورانس بول، أستاذ الاقتصاد في جامعة جونز هوبكنز ومستشار صندوق النقد الدولي، ساخرًا: "كنت أعتقد أن هذا الهدف ربما يوجد في مكان ما في الكتاب المقدس، وأن الله يريد تضخمًا بنسبة 2٪".
استغرق الأمر حتى عام 2012 حتى تعلن الولايات المتحدة عن هدف معدل التضخم البالغ 2٪. ومنذ ذلك الحين، كان هناك جدل حول ما إذا كان هذا الهدف مبررًا وذو جدوى اقتصادية ويمكن تطبيقه. على سبيل المثال، في عام 2017، كتب بعض الاقتصاديين رسالة إلى اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، يطالبون فيها بهدف أعلى من الـ 2%.
وقال بول، أحد الاقتصاديين الذين وقعوا على تلك الرسالة: "لا يوجد دليل على أن التضخم بنسبة 3٪ أو 4٪ يلحق ضررًا كبيرًا مقارنة بالتضخم بنسبة 2٪".
وقال توماس هونيغ، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في كانساس سيتي: "أعتقد أنه من الخطأ أن نقول أن 2٪ هو الرقم الصحيح الذي سيفيد الاقتصاد بطريقة سحرية" في إشارة إلى مطالبته الفيدرالي الأمريكي التخلي عن هذا الحلم الصعب تحقيقه.
اقرأ أيضًا
عاجل: الذهب يعكس وجهته نحو الصعود.. ضغوط الفيدرالي الداعمة للدولار لم تفلح
عاجل: النفط يتجاوز انتكاسة الأسبوع الماضي ويتحول للصعود.. هذا ما يحرك الأسعار
عاجل: الاتصالات السعودية تحقق أعلى إيرادات في تاريخها والسهم يهبط بقوة في "تداول"
سحق الاقتصاد
على الجانب الآخر، قال الخبير الاقتصادي محمد العريان إن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لا يمكنه خفض التضخم والوصول إلى هدفه المنشود، وهو معدل تضخم نسبته 2% دون "سحق الاقتصاد".
وأشار إلى أنه "من غير المرجح أن يغير الفيدرالي الأميركي سياساته".
وأضاف العريان: "نحن بحاجة إلى معدل تضخم مستقر أعلى. لا أعتقد أنهم يستطيعون الوصول بمؤشر أسعار المستهلكين إلى 2% دون سحق الاقتصاد، ولكن هذا لأن 2% ليس الهدف الصحيح". ويقترح العريان أن يضع الفيدرالي الأميركي هدفاً للتضخم عند مستوى 3% أو 4%.
ووصف العريان الاحتياطي الفيدرالي بأنه "يعتمد بشكل كبير على البيانات"، وقال إن التطورات في جانب العرض، بما في ذلك انتقال الطاقة، والتغيير في سلاسل التوريد أثناء وباء كورونا، وسوق العمل المحكم، والقضايا الجيوسياسية المتغيرة، تستلزم ارتفاع معدل التضخم المستهدف.
وأضاف العريان أن المشكلة الآن هي أن الفيدرالي عالق في مطاردة هدف بعيد المنال وهو 2%. وقال: "لا يمكنك تغيير هدف التضخم عندما تكون قد تجاوزته بشكل كبير".
الدولار والذهب الآن
سجلت العقود الفورية للذهب ارتفاعًا خلال اللحظات الحالية لتصل لمستويات قرب الـ 1846 دولار للأوقية، وبنسبة 0.15%.
وصعدت أيضًا العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم عند مستويات قرب الـ 1855 دولار للأوقية، وبنسبة 3%.
فيما استقر مؤشر الدولار في اللحظات الحالية عند مستويات الـ 103.7 نقطة.
وقال الاقتصاديون لدى بنك MUFG إن الدولار قد يواصل صعوده على المدى القريب؛ ليعوض بذلك خسائره التي تكبدها الدولار في بداية العام الحالي.
وتابع الخبراء، بأنه قد يكسر مؤشر الدولار الأمريكي المستوى 105.00 نقطة، بما يفتح المجال أمام الدولار لاختبار المستوى 105.63 نقطة، بالتزامن مع متوسط متحرك 200 يوم عند ما دون المستوى 106.50 نقطة.
بينما أكد إد مويا المحلل في منصة OANDA للتداول عبر الإنترنت: "تعرض الذهب لمزيد من الهبوط، مع ذلك، يجب أن يكون محدودًا حيث يبدو أن البنوك المركزية على استعداد لزيادة حيازاتها من السبائك". وأضاف "مخاطر الركود العالمي تعود، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى بعض تدفقات الملاذ الآمن للذهب."
لكن مويا أيضًا لم يتوقع تقدمًا كبيرًا على الفور، قائلاً: "قد نكون عالقين في نطاق ضيق حتى تكون لدينا إشارات أوضح إذا كان التضخم سيستمر في التسارع هنا."