Investing.com - صدر بيان الفيدرالي الأمريكي أمس وتلاه المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي، جيروم باول، لم تكن أيًا من الكلمات التي صرح بها باول أو جاءت في البيان غير متوقعة، في الحقيقة إن غياب بعض ما توقعه المحللين أو انتظروه كان هو الأمر اللافت للانتباه.
على الرغم من الرغبة الدائمة من رئيس الفيدرالي الأمريكي وأعضاء اللجنة في عدم مفاجأة السوق أو مناورته، لذلك ففي الوقت الذي يرى فيه السوق بصورة تفوق الـ 80% أن الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة في سبتمبر لم ينبس الفيدرالي ببنت شفة، وجُل ما قدمه جيروم باول هو أن الباب مفتوح للخفض ولغيره. وأن الفيدرالي ينتظر البيانات القادمة لتحديد موقفه.
رأى المستثمرين في إجابات باول ورفضه الاعتراف بشكل واضح عن التخطيط لبدء دورة الخفض في سبتمبر القادم، أنها مجرد استراتيجية يتبعها باول من أجل تهدئة الأسواق وخوفًا من تحوّل صعودي يحفز التضخم. فعلى الرغم من انخفاض التضخم بقوة في 2024 إلا أن الخوف لا يزال له مكان في صدور باول وبقية أعضاء الفيدرالي وهو بالتأكيد الخوف من الارتداد الصعودي.
ونتيجة لما سبق ذكره المعلومة المستخلصة والأهم هي أن السوق سيستقبل بيانات أغسطس وسبتمبر بحاسيسية شديدة جدًا بالأخص إذا جاءت عكس تيار التوقعات.
فالمستثمرين والمتداولين يسعرون بالفعل وبنسبة تفوق 80% خفض الفائدة في سبتمبر لذلك ففي حالة جاءت بيانات سوق العمل كاشفة عن ضعف هادئ أو لم هابطة مقارنة ببيانات القراءة السابقة بشكل ليس فج، فإن ردود الفعل ستأتي صعودية في حدود معينة.
لكن في الحالة الأخرى أي في حالة تحسن معدل البطالة أو ارتداد بيانات التضخم أو اكتشاف قوة كبيرة غير متوقعة من سوق العمل، فسيدخل السوق في حالة من الاضطراب وقد يقوم العديد من المستثمرين من سحب تسعيراتهم السابقة.
وفي هذه الحالة سيستخدم السيد جيروم باول، أعضاء الفيدرالي وتصريحاتهم لمنح السوق صورة لما يفكرون فيه حتى يتم ضبط السوق وتوجهيه نحو قرار الفيدرالي.
تصريحات هامة من عضو الفيدرالي السابق..هل يمكن ألا تُخفض الفائدة؟
في مقابلة أخذ مكانها أمس في قناة بلومبرج، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك سابقًا، ويليام دادلي:
"التغييرات في البيان والمؤتمر الصحفي اليوم تخبرك بأن خفض الفائدة سيحدث في سبتمبر، ما لم تتغير التوقعات الاقتصادية بشكل جوهري".
وقال جيروم باول للصحفيين يوم الأربعاء: "السؤال سيكون ما إذا كانت جميع البيانات، والتوقعات المتطورة، وتوازن المخاطر تتماشى مع الثقة المتزايدة في السيطرة على التضخم والحفاظ على سوق عمل قوي. إذا تحقق هذا الشرط، فقد يكون خفض معدل الفائدة على جدول الأعمال في الاجتماع المقبل في سبتمبر".
وقال رئيس الاقتصاديين في KPMG، ديان سونك، أننا بحاجة إلى تحوّل عنيف وجوهري في البيانات لكي نستبعد خفض الفائدة في سبتمبر من حساباتنا وحسابات الفيدرالي.
قالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في ADP: "هذا هو بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يريد أن يمنح نفسه أكبر قدر ممكن من الخيارات وأسوأ موقف يمكن أن يكون فيه الاحتياطي الفيدرالي هو أن يكون محشورًا في الزاوية. "ما يصب في صالح الاحتياطي الفيدرالي هو استمرار انخفاض معدل البطالة، لذا يمكنهم التحلي بالصبر."