لندن، 22 فبراير/شباط (إفي): يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انتقادات واتهامات بـ"انعدام الحس" من جانب ساسة في بلاده، بسبب الجولة التي يجريها في دول عربية برفقة مسئولي شركات بارزة في قطاع الاسلحة.
ونقلت صحيفة (ذا جارديان) اليوم عن النائب العمالي البريطاني ووزير الدولة السابق للشئون الخارجية دينيس ماكشين قوله ان قيام كاميرون باصطحاب مسئولي شركات اسلحة معه في زيارته للشرق الاوسط يمثل "انعداما للحس وحماقة غير معقولين".
كما انتقد كيفان جونز، المتحدث باسم لجنة الدفاع عن حزب العمال البريطاني المعارض، كاميرون قائلا انه "على الرغم من اهمية قطاع الدفاع بالنسبة لبريطانيا، فان الكثيرين اندهشوا لقيام رئيس الوزراء بتخصيص هذا الاسبوع تحديدا لتعزيز مبيعات الاسلحة في الشرق الاوسط".
ويرافق الزعيم البريطاني المحافظ في جولته إيان كينج المدير التنفيذي لشركة السلاح "BAE Systems"، وفيكتور تشافيز من "Thales UK"، وأليستير بيسيت من "Qinetiq"، وروب واتسون المدير الاقليمي لشركة "Roll Royce¨K"، ودوبلاس كاستر من "Ultra Electronics".
ويشار إلى ان ربع الوفد المصاحب لكاميرون، والذي يتألف من 36 شخصا، ينتمي للقطاعين الجوي والدفاعي.
وخوفا من اعتبار القيام بزيارة لاهداف تجارية بحتة امرا لا يتناسب مع مناخ الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها عدد من الدول العربية، قرر كاميرون في اللحظة الاخيرة المرور بالقاهرة وزيارة ميدان التحرير، بحسب ما قالته (ذا جارديان).
وعقب القاهرة، استهل كاميرون جولته المقررة في الكويت، الحليفة الهامة لبريطانيا، والتي وافقت لندن على الف و155 تصريحا لتصدير اسلحة لها منذ عام 2003 بقيمة اجمالية بلغت 102.3 مليون جنيه استرليني، وفقا لمنظمة (حملة ضد تجارة الأسلحة) الدولية.
وفي غضون ذلك، يشارك وزير الدولة البريطاني لشئون الدفاع جيرالد هوارث في معرض لقطاع الاسلحة بأبو ظبي، وهو الاكبر من نوعه في المنطقة، حيث ستروج 93 شركة بريطانية تعمل بهذا المجال لمنتجاتها، التي تشمل الرصاص المطاطي، والغازات المسيلة للدموع، والمركبات المسلحة.
وقد دافع كاميرون عن قراره السفر إلى الشرق الاوسط في خضم التوترات السائدة به، وقال ان "بريطانيا لديها علاقات دفاع قوية مع دول المنطقة... وبعض هذه العلاقات التي لدينا في الخليج خدمت جيدا المصالح البريطانية".
وتشير صحيفة "ذا تايمز" ان الحكومة البريطانية تواجه ضغوطا شديدة لإلغاء مجموعة من تصاريح بيع السلاح للبحرين وليبيا، خشية استخدام الاسلحة المصنعة في بريطانيا لقمع الاحتجاجات الشعبية في الدولتين. (إفي)