يعاني قطاع البناء والتشييد فى البحرين من أوضاع صعبة في ظل الأوضاع المحلية والأزمات العالمية المتمثلة في الديون السيادية للدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، واليابان وتأثيرها على أسواق المالي العالمية ، وأدى تراجع حجم المشروعات العقارية والعمليات الإنشائية، إلى انخفاض الطلب على الصناعات والقطاعات التجارية والصناعية المرتبطة بالقطاع العقاري والإنشائي.
وأظهرت بيانات مصرف البحرين المركزي أن القروض الموجهة لقطاع الإنشاء والتعمير تراجعت خلال الفصل الثاني 1.58 في المئة لتصل إلى مليار و656 مليون دينار، وهو ما يعني أن المصارف شددت على القروض مع تزايد المخاوف بشأن الأوضاع الاقتصادية ، وعلى الرغم من أن حجم القروض الموجهة لقطاع الإنشاء والتعمير تبلغ نسبتها 28.7 في المئة من إجمالي القروض المصرفية في البحرين، إلا أن مساهمته القطاع تبلغ نحو 4.15 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي لمملكة البحرين التي تعمل على إنعاش اقتصادها.
فيما كشفت بيانات رسمية انكماش قطاع البناء والتشييد 4.2 في المئة في الفصل الثاني من العام الجاري، مقارنة بالفصل الذي قبله ، وبلغت القيمة المضافة للقطاع البناء والتشييد في الفصل الثاني نحو 83.49 مليون دينار بالأسعار الجارية، و67.33 مليون دينار بالأسعار الثابتة ، ويعزى انكماش قطاع البناء والتشييد إلى تراجع الطلب نتيجة الأوضاع السياسية التي عصفت في البلاد منذ شهر فبراير ، إلى جانب تداعيات الأوضاع العالمية الاقتصادية وانعكاسها على الاستثمارات في مختلف بلدان العالم.
ويواجه المقاولون ومصانع الخرسانة والطابوق أوقاتاً عصيبة مع انخفاض الطلب الناتج عن انخفاض حاد في حجم المشروعات الجديدة، وتأجيل وتوقف مشروعات قائمة نتيجة عدم قدرة المطورين على تمويل مشروعاتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية المتردية ، ويتوقع أن ينكمش قطاع البناء والتشييد في البحرين بشكل حاد في الفصل الثالث من العام الجاري، لتزامنه مع فصل الصيف الذي ترتفع فيه دراجات الحرارة وشهر رمضان المبارك.
وفي فصل الصيف يتراجع نشاط قطاع البناء والتشييد، وخصوصاً بعد أن أصدرت وزارة العمل قراراً وزارياً بوقف العمل في مختلف الأعمال الإنشائية المكشوفة خلال وقت الظهيرة (من الساعة 12:00 وحتى الساعة 4:00 عصراً) في فترة الصيف، وذلك بهدف حماية العمال من جشع أرباب العمل، والحد من ظاهرة إصابة العمال بضربات الشمس والإنهاك الحراري أثناء قيامهم بالأعمال خلال فترة الصيف واشتداد الحرارة ، وتزامن فصل الصيف مع شهر رمضان، يؤثر بشكل كبير على إنتاجية العامل وحاله الصحية، وخصوصاً أنه بحاجة إلى شرب كميات كبيرة من الماء مع ارتفاع حرارة الجو في يوليو/تموز وأغسطس/آب.
ويبدو أن دور قطاع البناء والتشييد انحسر بشكل كبير في تحفيز الاقتصاد الوطني، فقد كان في السنوات الماضية منذ 2003 حتى 2008 ينظر إليه كمحفز مهم للاقتصاد وخصوصاً أن كثير من الصناعات ترتبط به، مثل صناعة الخرسانة والطابوق، الألمنيوم، الزجاج، الحديد، الجبس، الديكور، الصباغة، الكهرباء، الصناعات البلاستيكية، إلى جانب العشرات من الصناعات المختلفة
www.nuqudy.com/نقودي.كوم