هافانا، 21 مارس/آذار (إفي): تصل غدا إلى العاصمة الكوبية هافانا نسخة أمريكية من المركب الإسباني الشهير "لا أميستاد"، التي تعد إحدى رموز تحرير الرقيق في العالم الجديد، منذ أن نجح تمرد مجموعة من الأسرى الأفارقة على متنها عام 1839 في تأجيج معركة قضائية حول وضعهم القانوني.
وسوف ترسو المركب غدا على السواحل الكوبية قادمة من جمهورية الدومينيكان، لتحل الخميس في هافانا، في ذكرى نفس اليوم الذي حلت به السفينة الأصلية ذات الـ140 قدما و صاريين.
ومن المقرر أن يقوم طاقم السفينة وركابها بزيارة مراكز بيع الرقيق القديمة، ومتحف مسار تجارة الرقيق، وآثار مزارع السكر، التي كانت في يوم من الأيام أسوأ مجال لتسخير الرقيق.
جدير بالذكر أن لا أميستاد وتعني بالإسبانية "الصداقة"، كان مركبا شراعيا ذو صاريين بني في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر وكان اسمها الأصلي "Friendship" أي "صداقة" بالإنجليزية، إلا أنه تم تغيير الاسم بعد أن قام باقتنائها رجل إسباني. وأصبحت رمزاً مهماً في تاريخ عملية إلغاء العبودية من العالم.
وقد ذاع صيتها بعد أن قام المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج بتحويل هذه القصة واقعية لفيلم من بطولة مورجان فريمان، وأنتونى هوبكنز، وديمون هونسو، وماثيو ماكونيجى.
وكانت السفينة تستخدم في نقل العلبيد من أفريقيا، إلى هافانا في كوبا التي كانت مركز توزيع تجارة الرقيق في العالم الجديد، وفى العام 1839 تمكن المختطفون بقيادة جوزيف سينكى من تحرير أنفسهم والسيطرة على السفينة، حيث قتل أربعة أشخاص في هذه المعركة بين قادة السفينة الأسبان وإثنان من الأفارقة، وإنتهت القضية بحصول الأفارقة على حريتهم وعودتهم إلى موطنهم سيراليون.
وبالرغم من الجدل الثائر اليوم حول حرية التعبير في كوبا، ومظاهر الاحتجاج التي يقودها نشطاء الدفاع عن حقوق الانسان، إلا أن هذه الزيارة التي يقوم بها لأول مرة مركب أمريكي لكوبا، تحمل أبعادا سياسية ودبلوماسية عميقة حول تطور العلاقات بين واشنطن وهافانا منذ وصول باراك أوباما للسلطة في البيت الأبيض، ومنذ فرض الحصار الاقتصاد الأمريكي على كوبا في 1962.(إفي)