من إيفلين دانوبراتا وتشارلوت جرينفيلد
جاكرتا (رويترز) - دعا زعماء الدول الآسيوية والأفريقية يوم الأربعاء إلى نظام عالمي جديد من أجل الانفتاح على قوى اقتصادية وترك "الأفكار العتيقة".
وجاءت دعوتهم ببداية اجتماع للدول الآسيوية والأفريقية في جاكرتا بمناسبة الذكرى الستين لمؤتمر ساعد دول العالم النامية على الوقوف في وجه الاستعمار وأدى إلى تأسيس حركة عدم الانحياز خلال فترة الحرب الباردة.
ومن بين الزعماء الحاضرين في الاجتماع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الصيني شي جين بينغ المتوقع أن يلتقيا على هامش المؤتمر في أحدث إشارة على تحسن العلاقات بين البلدين.
وتوترت العلاقات الصينية اليابانية في السنوات الأخيرة جراء خلافات بشأن ماضي البلدين المتجاورين أثناء الحرب ونزاعات إقليمية. والمحادثات الثنائية في جاكرتا يوم الأربعاء قد تشجع على تقارب حذر بدأ عندما التقى الزعيمين في قمة في بكين في أواخر العام الماضي.
وفي إشارة واضحة لنمو القوة العسكرية الصينية قال آبي في المؤتمر إن استخدام "الأقوى" للقوة يجب ألا يترك دون رادع.
وقال أيضا إن اليابان تعهدت "مع شعورها بالندم على ماضيها أثناء الحرب" بالالتزام بمبادئ مثل الإحجام عن الأعمال العدائية وحل النزاعات الدولية بالوسائل السلمية.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه التصريحات ستكون كافية لتلبية رغبة الصين في أن تعترف اليابان بماضيها أثناء الحرب إلا أن مسؤولا يابانيا قال لرويترز إن آبي وشي سيجتمعان.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي قوله قبل المؤتمر إن "نوعا جديدا من العلاقات الدولية" لازم من أجل تشجيع التعاون بين الدول الآسيوية والأفريقية وقال إن الدول المتقدمة عليها التزام بدعم بقية الدول دون أي شروط سياسية.
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الذي يستضيف المؤتمر إن من يصرون على أن المشاكل الاقتصادية العالمية لا يمكن حلها إلا عن طريق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي يتشبثون "بأفكار عتيقة".
وأضاف "هناك حاجة للتغيير... من المهم أن نؤسس نظاما اقتصاديا دوليا جديدا يكون منفتحا أمام القوى الاقتصادية الناشئة."
وقال رئيس زيمبابوي روبرت موجابي للمؤتمر إن الدول الآسيوية والأفريقية "يجب ألا تقصر نفسها بعد الآن على أن تكون مصدرا للسلع الأولية ومستوردا للسلع كاملة التصنيع."
وتابع "هذا الدور أعطته لنا القوى الاستعمارية وبدأ منذ أيام الاستعمار."
ووجهت إندونيسيا الدعوة لرؤساء دول ورؤساء حكومات 109 دول آسيوية وأفريقية لحضور المؤتمر إلا أن مسؤولا في المؤتمر قال إنه لم يحضر إلا 21 زعيما الأمر الذي يقول معلقون إنه يوضح أن المجموعة لم تعد ذات أهمية.
وتغير النظام العالمي بشكل كبير منذ أن تجمع نحو 30 زعيم دولة عام 1955 في بلدة باندونج الإندونيسية لبحث الأمن والتنمية الاقتصادية بعيدا عن القوى العالمية الضالعة في الحرب الباردة.
وكانت هذه الدول تمثل معا ما يقل عن ربع الإنتاج الاقتصادي العالمي آنذاك ولكنها تمثل اليوم أكثر من نصف حجم الاقتصاد العالمي.