دمشق، 14 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أبرز رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو اليوم في دمشق عقب لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، أهمية الدور المحوري الذي تلعبه سوريا من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، معولا على استئناف المفاوضات بين دمشق وتل أبيب من خلال وساطة تركية.
وتعهد ثاباتيرو بالعمل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، دعما للجهود التي أطلقها الرئيس أوباما بشأن استئناف المفاوضات.
وفي تصريحات صحفية لوزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس، تعليقا على اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة الإسبانية بالرئيس السوري بشار الأسد، أوضح أن قضية الشرق الأوسط تصدرت المباحثات التي عقدها الزعيمان اليوم في دمشق، المحطة الأولى للجولة الشرق أوسطية التي يقوم بها ثاباتير للمنطقة.
وشدد موراتينوس على عمق العلاقات الطيبة التي تحظى بها إسبانيا مع كل من سوريا وإسرائيل وتركيا، مما يتيح لها العمل من أجل دفع جهود لتسوية النزاع بين الجانبين حول مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل منذ حرب يونيو/حزيران 1967.
وأشار موراتينوس إلى أن الرئيس الأسد أعرب عن ثقته في أن قيادة إسبانيا "البلد الأكثر قربا من سوريا"، للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام القادم، سوف تكون بمثابة "محرك للتوجه ولحشد ولبناء السلام".
وكان ثاباتيرو قد وصل صباح اليوم إلى دمشق قادما من واشنطن في أول زيارة لرئيس حكومة إسبانية للبلد العربي منذ 1999 ، حيث أعرب عن تفاؤله بشأن إمكانية إحراز تقدم في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا على دعم بلاده لتلك المساعي ومعولا على الثقة التي تحظى بها إسبانيا نظرا لعلاقاتها الطيبة مع كافة دول المنطقة.
وأكد موراتينوس نقلا عن رئيس الحكومة الإسبانية أن ثاباتيرو تعهد بدعم وتأييد الجهود التي تقوم بها الإدارة الأمريكية لإحياء عملية السلام وإطلاق المفاوضات بين أطراف النزاع، مشيرا إلى أن تقدم عملية السلام يتطلب إنجاز المصالحة الفلسطينية ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية.
ومن المقرر أن يرافق موراتينوس، رئيس الحكومة الإسبانية غدا إلى إسرائيل، حيث يلتقيا بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل، كما يلتقيا أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن مباحثاتهما ستتطرق إلى قضايا الحل النهائي وعل رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار "حل شامل" لقضايا اللاجئين والإطار القانوني للقدس وحدود الأراضي الفلسطينية.
غير أن رئيس الحكومة الإسبانية شدد على أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط هو مهمة يجب أن يسهم فيها المجتع الدولي بأكمله، والذي يتوجب عليه مواصلة الجهود على الرغم مما وصفه بـ"التاريخ المحبط" للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين و"الجهود المضنية التي أثمرت عن نتائج ضئيلة".
واستعرض ثاباتيرو والأسد على هامش لقائهما اليوم في دمشق العلاقات الثنائية الممتازة، مشددين على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال زيادة معدلات التجارة والمشاريع المشتركة في مجالات استراتيجية مثل الطاقة والبنية التحتية للنقل وخاصة السكك الحديدية، والصناعات الزراعية الغذائية.
وفي هذا السياق أعلن موراتينوس في تصريحات صحفية أن وزيرة الدولة للشئون التجارية سيلفيا ايرانثو سوف تزور دمشق قريبا على رأس وفد كبير من رجال الأعمال للتفاهم بشأن إقامة مشروعات مشتركة جديدة في سوريا.
من جانبه أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم حرص بلاده على تعميق العلاقات الاقتصادية مع إسبانيا، مبرزا الفرص وإمكانيات التعاون بين الشركات السورية والإسبانية.
وقد استهل رئيس الحكومة زيارته لدمشق بزيارة المسجد الأموي الكبير، والذي يعتبر من روائع الفن المعماري الإسلامي وأهم معالم العاصمة السورية، ووجه منه دعوة إلى "التسامح والحوار والاحترام"، مشيرا إلى أن كافة الأديان والحضارات والأمم عليها أن تتعايش وتحيا في سلام.
وقد اختتم ثاباتيرو أجندة أنشطته بحضور مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس بشار الأسد على شرفه، ومن المقرر أن يستكمل جولته غدا بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية، كما يختتم زيارته الجمعة بزيارة الأردن، والتي يتوجه منها إلى لبنان للقاء قوات بلده العاملة في جنوب لبنان تحت إشراف قوات اليونيفيل لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.(إفي)