واشنطن، 31 مارس/آذار (إفي): أبدى الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي اتحادا فيما يتعلق بالتحديات الرئيسية التي يواجهها العالم، ودافعا عن الحاجة إلى التعجيل بإصلاح القطاع المالي، وكذلك فرض عقوبات على إيران.
وقدم الزعيمان اللذين اجتمعا الثلاثاء في البيت الأبيض، صورة على الاتحاد بينهما في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع، تضمن إطلاق القفشات، أملا في التقليل من صدى الخلافات التي تحدثت عنها وسائل الإعلام في البلدين، وتصويرها على أنها أوجه عدم اتفاق معتادة وطبيعية بين أي دولتين كبيرتين.
ورحب أوباما "بالصديق العزيز" ساركوزي، وأبرز الروابط العميقة بين البلدين، ووصف فرنسا بأنها الحليف الأقدم والأقرب للولايات المتحدة.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن البلدين يحترمان ويفهمان بعضهما البعض، وأن باريس وواشنطن "لم تكونا قط أقرب منهما اليوم".
وللتدليل على كلماته، أوضح أوباما أنهما اتفقا على "مواصلة العمل للحفاظ على تعافي الاقتصاد العالمي وخلق وظائف عمل" لمواطنيهما، منوها إلى كلمته في قمة مجموعة العشرين (جي20) في بيتسبيرج الأمريكية من ضرورة "إحلال عمليات نمو متزنة ومستدامة محل الفقاعات القديمة القابلة للانفجار".
لذلك أشار إلى أنه حث الكونجرس على التصديق على قانون يهدف للرقابة على النظام المالي، عندما يستأنف نشاطه بعد أسبوعين.
وأشار البيت الأبيض الثلاثاء إلى أنه يأمل في أن يكون هذا القانون جاهزا بنهاية مايو/آيار المقبل.
والتقط ساركوزي هذا الخيط سريعا وقال إنه "لنبأ سعيد للعالم أن يعرف أن الولايات المتحدة تتبنى قواعد كي لا تعود (الأزمة) إلى الحدوث".
كما أظهر الرئيسان جبهة قوية ومتحدة ضد إيران وأكدا على ضرورة وأهمية تصديق مجلس الأمن الدولي في أقرب وقت على حزمة جديدة من العقوبات على إيران، أشد قوة وردعا.
وأكد أوباما أن المجتمع الدولي لم يكن قط أكثر اتحادا على هدف تجنب مضي إيران في برنامجها النووي، وأعرب عن رغبته في أن تكون هذه العقوبات جاهزة "في غضون أسابيع".
وقال الرئيس الأمريكي "أملي أن تكون جاهزة هذا الربيع. لست مهتما بالانتظار أشهر من أجل وجود حزمة العقوبات، إنني مهتم بأن أراها في غضون أسابيع".
بدوره، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن "إيران لا يمكنها المضي دون عرقلة في سباقها" لامتلاك أسلحة نووية، وأشار كلاهما إلى أن هذا هو السبب وراء دفع مجلس الأمن لاتخاذ عقوبات أشد ردعا.
بيد أن الرئيس الفرنسي اعترف بأنه لا يوجد "إجماع" بعد بين المجتمع الدولي في هذا الشأن، معتبرا أن ذلك مهمة عسيرة، "فهناك دول كثيرة تعتقد أن مصالحها التجارية على المدى البعيد أهم من مصالحها الجيوسياسية".
وكانت الصين هي أكثر الدول رفضا لفكرة توقيع عقوبات جديدة، الأمر الذي عارضته روسيا في البداية أيضا.
لكن أوباما شدد على أن سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط ونزاعا قد ينشب في تلك المنطقة جراء أفعال طهران "قد يكون له تأثير هائل في زعزعة الاقتصاد العالمي"، وأضاف أن "تبعات إيران نووية على المدى البعيد غير مقبولة".
أما ساركوزي فأشار إلى أن "الوقت قد حان لاتخاذ قرارات"، ووعد بأنه سيبذل إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "كل الجهود الضرورية لضمان أن تدعم أوروبا كاملة حزمة العقوبات".
من جانب آخر، تصادم الرئيسان فيما يتعلق بالحرب في أفغانستان.
ويشير المحللون إلى أن واشنطن لم يرق لها عدم رغبة ساركوزي في تعزيز الوجود العسكري لبلاده في البلد الآسيوي، إلا أنه أوضح أن الجنود الفرنسيين هناك البالغ عددهم 3750 جنديا سيبقون هناك إلى جانب الأمريكيين، رغم أنه ليس من السهل إقناع الرأي العام الفرنسي بوجود جنود يقتلون. (إفي)