من رانيا الجمل
دبي (رويترز) - قال وزير الطاقة السعودي يوم الاثنين إن التخفيضات الفعلية لإمدادات النفط العالمية ستبلغ نحو 19.5 مليون برميل يوميا مع الأخذ في الاعتبار اتفاق الخفض الذي أبرمته أوبك+، وتعهدات من دول أخرى في مجموعة العشرين ومشتريات النفط المخصصة للاحتياطيات.
واتفقت أوبك وحلفاء بقيادة روسيا، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، يوم الأحد على خفض قياسي لدعم أسعار النفط في ظل جائحة فيروس كورونا في اتفاق غير مسبوق مع دول نفطية أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، قد يقلص إمدادات النفط العالمية 20 بالمئة.
وانهار الطلب على الوقود نتيجة إجراءات ترمي إلى إبطاء انتشار فيروس كورونا، والتي دفعت أسعار النفط إلى هبوط حاد، وهو ما يضغط على ميزانيات الدول المنتجة للخام ويؤثر بشدة على صناعة النفط الصخري الأمريكي، وهو أكثر حساسية لانخفاض الأسعار بسبب ارتفاع تكلفته.
وقالت أوبك+ إنها اتفقت على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في شهري مايو أيار ويونيو حزيران بعد أربعة أيام من المحادثات وبعد ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف هبوط أسعار النفط.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن دول مجموعة العشرين من خارج تحالف أوبك+ تعهدت بخفض إمدادات النفط بنحو 3.7 مليون برميل يوميا، بينما من المتوقع أن تبلغ مشتريات الخام المخصصة للاحتياطيات الاستراتيجية 200 مليون برميل خلال الشهرين المقبلين، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
وأضاف الأمير عبد العزيز أن المملكة قد تقلص إنتاج النفط إلى أقل من حصتها الحالية البالغة 8.5 مليون برميل يوميا إذا كانت هناك حاجة للسوق وإذا جرى تنفيذ التخفيضات بشكل جماعي مع بقية المنتجين على أساس متناسب.
والاجتماع المقبل لأوبك+ سيعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في يونيو حزيران لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج.
وقال الأمير عبد العزيز "علينا أن نراقب ما يحدث من تضرر للطلب أو تحسن للطلب اعتمادا على تطور الأمور".
وأضاف قائلا "هذا وضع تتغير فيه الأرقام يوميا ... عليك أن تظل يقظا حيال التطورات المحتملة لهذه الأمور"، مضيفا أنه لا تزال هناك "ضبابية تتعلق بالفيروس وتأثيره".
والخفض النفطي الأكبر على الإطلاق يفوق أربعة أمثال الخفض القياسي السابق في 2008. وسيقلص المنتجون شيئا فشيئا حجم التخفيضات، لكن تخفيضات الإنتاج ستظل قائمة حتى أبريل نيسان 2022.
وانخفض الطلب على النفط بنحو الثلث بسبب جائحة فيروس كورونا. وقفزت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل في تعاملات يوم الاثنين بعد الاتفاق، لكن المكاسب كبحتها مخاوف من أن ذلك لن يكون كافيا للقضاء على فائض المعروض في الوقت الذي يتضرر فيه الطلب العالمي بسبب الفيروس.
(إعداد محمود سلامة للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)