سيدني، 24 يونيو/حزيران (إفي): أصبحت جوليا جيلارد اليوم أول امرأة تتزعم الحكومة الأسترالية، خلفا لرئيس الوزراء السابق كيفين رود الذي استقال من منصبه بعد فقد زعامة حزب العمال بسبب انشقاقات داخلية.
وتم تنصيب جيلارد (48 عاما) كرئيسة وزراء جديدة للبلاد في مراسم أقيمت في مقر الحكومة في كانبرا، وأعربت عن شعورها بالفخر الشديد لتولي المنصب الجديد، كما أكدت عزمها الفوز في الانتخابات المقررة خلال الأشهر المقبلة.
وتولت جيلارد زعامة الحكومة بعد الاستقالة المفاجئة لرود، الذي كان محل انتقادات لاذعة من بعض قادة حزبه، فضلا عن احتجاجات عمال النقابات ضده، ليظهر أمام وسائل الإعلام برفقة زوجته وأبنائه ليعلن تنحيه ويؤكد رضائه عن الفترة التي قضاها على رأس الحكومة والتي امتدت لـ30 شهرا.
وجاء قرار الاستقالة بعد قيام حزب العمال بسحب الدعم من رود ومنح الزعامة لنائبته جيلارد التي تحدته في زعامة الحزب مستغلة تراجع شعبيته.
وكانت شعبية رود قد تعرضت لانخفاض واضح في الأشهر الأخيرة بسبب عدة جبهات سياسية مفتوحة مثل فشله في التوصل إلى تشريع ملزم لخفض انبعاثات الغاز السامة المسببة للاحتباس الحراري، ليمثل بذلك وعدا انتخابيا لم يتحقق بجانب قضية الضرائب التي كان يود فرضها على الأنشطة التعدينية والتى عارضها أصحاب شركات التعدين.
ويتعين على زعيمة الحكومة الجديدة مواصلة الكفاح ضد قطاع التعدين قوي النفوذ الذي كان يطمح سلفها في فرض ضرائب عليه بنسبة 40% لتعويض التلوث الذي تسببه شركات التعدين والأرباح الضخمة التي تحققها مع تزايد الطلب من الصين.
جدير بالذكر أن الفريق المكون من رود وجيلارد نجح في نوفمبر/تشرين ثان 2007 في اكتساح الانتخابات العامة، التي شهدت خسارة رئيس الوزراء آنذاك، المحافظ جون هوارد.
وفي أول تصريحات لها، قالت جيلارد إن قرار الحزب بسحب الدعم من خليفتها كيفين رود يرجع إلى أن الحكومة "كانت تسير في طريق خاطئ".
وأبرزت جيلارد في مؤتمر صحفي أنها خلال الفترة التي شغلت فيها منصب نائبة رئيس الوزراء، حرصت على الإخلاص والاحترام لرئيس الوزراء المقال.
وذكرت "كانت هناك اختلافات في الوجهة التي تسير فيها حكومتنا" ولكنها أبرزت الإسهامات التي قام بها رود للبلاد خلال عامين ونصف العام من توليه منصبه.
وأوردت فيما بينها طلب الاعتذار من سكان الشعوب الأصلية بسبب الانتهاكات التي تعرضوا لها في الماضي، وأمره بسحب القوات الأسترالية من العراق، وتعزيز القوات المتمركزة في أفغانستان، وتزعم البلاد في ظل الأزمة الاقتصادية.
كذلك أثنت على رئيس الوزراء السابق لقيامه بإصلاحات في نظام الصحة، ومحاولته التوصل إلى اتفاق دولي ملزم لمكافحة التغير المناخي.
وقبل تنصيبها رئيسة لوزراء أستراليا، قالت جيلارد إنها ستطلب من الحاكمة العامة كوينتين برايس الدعوة إلى انتخابات مبكرة خلال الأشهر المقبلة.
وقالت "حتى ذلك الحين أطلب من الأستراليين تفهمهم ودعمهم لكي أتمكن من تزعم حكومة رشيدة ومستقرة تركز على سد احتياجات المواطنين".
ومن جانبه، اتهم زعيم المعارضة توني أبوت، من "الحزب الليبرالي" المحافظ، جيلارد بأنها تعتزم مواصلة نفس السياسات التي أدت إلى سقوط سلفها.(إفي)