من روبن إموت وتوماس إسكريت
ميونيخ (رويترز) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن إسرائيل يمكن أن تتحرك ضد إيران وليس فقط ضد "وكلائها" في الشرق الأوسط بعد أن قربت حوادث عبر الحدود في سوريا الخصمين من مواجهة مباشرة.
وسخرت إيران من كلمات نتنياهو الحادة قائلة إن شهرة إسرائيل بأنها "لا تقهر" تبددت بعد إسقاط إحدى طائراتها عقب غارة جوية شنتها على سوريا.
وخلال أول خطاب يلقيه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يعقد سنويا والذي يحضره مسؤولون في مجالي الأمن والدفاع ودبلوماسيون من أنحاء أوروبا والولايات المتحدة أمسك نتنياهو بقطعة مما قال إنها طائرة إيرانية دون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلي هذا الشهر.
وقال "إسرائيل لن تسمح للنظام بلف حبل الإرهاب حول عنقنا... سنتحرك إذا لزم الأمر ضد إيران نفسها وليس ضد وكلائها فحسب".
لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وصف عرض نتنياهو "بالسيرك الهزلي الذي لا يستحق حتى الرد".
وقال ظريف الذي تحدث في المؤتمر بعد نتنياهو بساعات مشيرا إلى إسقاط الطائرة الإسرائيلية من طراز (إف-16) التي تحطمت في شمال إسرائيل بعد ضربة للدفاعات الجوية السورية "ما حدث في الأيام القليلة الماضية هو أن الشيء الذي يسمى (إسرائيل) التي لا تقهر تبدد".
وقال ظريف متهما إسرائيل باستخدام "العدوان كسياسة ضد جيرانها" من خلال القيام بتوغلات في سوريا ولبنان "ما أن واتت السوريين القدرة على إسقاط إحدى طائراتها بدا كأن كارثة حدثت".
وتتهم إسرائيل طهران بالسعي للاحتفاظ بوجود عسكري دائم في سوريا حيث تساند قوات مدعومة من إيران الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية التي اقتربت من دخول عامها الثامن.
وقال نتنياهو إنه بينما ينكمش تنظيم الدولة الإسلامية فإن سوريا وحلفاءها يتوسعون في الأراضي في محاولة "إقامة هذه الإمبراطورية المتصلة حول الشرق الأوسط من الجنوب في اليمن لكنهم أيضا يحاولون إنشاء جسر من الأرض من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وغزة".
وتأتي الكلمات الحادة المتبادلة بين الجانبين في المؤتمر بينما تسعى إسرائيل بشكل متزايد للتعاون مع الدول العربية السنية التي تشاركها نفس المخاوف من إيران الشيعية. وعلى مدى شهور أسهب نتنياهو في وصف ما يراه مستويات لم يسبق لها مثيل من التعاون من وراء الكواليس مع تلك الدول.
وقال نتنياهو في جلسة حوارية بعد أن ألقى خطابه "كون لدينا هذه العلاقة الجديدة مع الدول العربية شيء... لم أكن أتخيل حدوثه في حياتي، ليس هذا ما يسمونه التحول السريع".
وأضاف "هذا حقيقي وعميق وواسع ولا يمر بالضرورة من عتبة السلام الرسمي وأشك أن يحدث ذلك إلى أن نحقق بعض التقدم الرسمي مع الفلسطينيين وبالتالي الاثنان مرتبطان".
وترتبط إسرائيل بسلام رسمي مع دولتين عربيتين فقط هما مصر والأردن. وقالت الدول العربية الأخرى إن شرط إبرام معاهدات رسمية مع إسرائيل هو أن تعقد اتفاقا مع الفلسطينيين.
* لدينا أصدقاء
من بين ما يقلق إسرائيل بشكل أساسي لبنان، إذ أن جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة والمدعومة من إيران تمثل جزءا من الحكومة الائتلافية. وخاضت إسرائيل حربا ضد حزب الله في عام 2006. وتزايد التوتر بين إسرائيل ولبنان بينما ازداد حزب الله قوة جراء مشاركته في القتال في سوريا. كما أن هناك نزاعا حدوديا بحريا بين البلدين.
ونفذت إسرائيل ضربات جوية في سوريا ضد ما يشتبه بأنها شحنات سلاح إيرانية لحزب الله. واتهمت إسرائيل طهران بالتخطيط لإقامة مصانع صواريخ في لبنان.
وقال وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف الذي تحدث بعد نتنياهو إن لبنان سيدافع عن نفسه مشيرا إلى أن بلاده لها أصدقاء أيضا.
وكرر نتنياهو وجهة نظره، التي يتفق معه ترامب فيها، والقائلة بضرورة أن تلغي القوى العالمية الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع طهران عام 2015 أو تعيد صياغته. ويكبح الاتفاق طموحات إيران النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وقال نتنياهو "حان الوقت لإيقافهم الآن" دون أن يحدد أي إجراء عسكري. وتابع "إنهم (إيران) عدوانيون ويطورون صواريخ باليستية ولا يسمحون بالتفتيش. الطريق مفتوح أمامهم لتخصيب هائل (لليورانيوم)" في إشارة للوقود اللازم للأسلحة النووية.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، التي وقعت على الاتفاق النووي مع إيران والولايات المتحدة، إنه لا يمكن إعادة التفاوض بشأن الاتفاق وإنه يحقق المرجو منه وإن إيران تسمح بتفتيش منشآتها.
وقال أليكسي بوشكوف عضو مجلس الاتحاد الروسي إن الاتفاق بمثابة الاختيار بين الحرب والسلام بينما قال وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري الذي ساعد في التوصل للاتفاق إن من الخطأ افتراض أن إيران ستمتلك سلاحا نوويا بمجرد انتهاء أمد الاتفاق ومدته 15 عاما.
وقال "إذا كان منزلك يحترق فهل ترفض إخماد النيران لأنك تخشى أن تندلع مرة أخرى بعد 15 عاما؟ أم أنك ستخمدها وتستغل الفترة اللاحقة للحيلولة دون اندلاع النيران ثانية؟"
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)