- Investing.com فيسبوك، موقع التواصل الاجتماعي الأشهر بالعالم، يستخدمه 2.3 مليار نسمة كل شهر، أي حوالي 30% من سكان العالم، لم يجتمع هذا الحشد الهائل والكبير على شئ من قبل، وهذا ما دعا "الإيكونوميست" إلى إثارة سؤال هام، وهو ماذا لو تم إغلاق "فيسبوك".
خلال السنوات الأخيرة، صار الموقع ملاذًا لنشر الأخبار الكاذبة واختراق الخصوصية والانقسام السياسي والتنمر، لذا بدأ عدد من المحللين يفكرون في تأثير هذا الموقع الشهير المتنامي بشكل سلبي على البشرية.
أجرت العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث تجارب تأهيلية على مجموعة من مستخدمي "فيسبوك" الذين يغلقون حساباتهم الشخصية لأربعة أو خمسة أسابيع، وتم مراقبة سلوكياتهم خلال هذه الفترة بدقة شديدة.
ومن خلال هذه التجارب، تبين أن الأمر يشبه بعلاج الإدمان، حيث تم عزل هؤلاء الأشخاص بعيدًا عن فيسبوك، والسماح لهم بمشاهدة التلفاز مع الأسر والأصدقاء، مع منحهم ساعة واحدة فقط بشكل حر.
كشفت النتائج الأولية أن الأشخاص قيد التجارب صاروا على غير دراية بما يحدث في العالم من أخبار وأحداث، وهو ما يعني أنهم كانوا يحصلون على الأخبار من خلال الموقع، وفي الوقت نفسه ارتفع معدل السعادة لديهم، وقل شعورهم بالاكتئاب والقلق.
وقد أسفرت هذه التجارب عن كسر روتين متابعة موقع "فيسبوك" اليومية، فبعد إغلاق الحسابات بأسابيع، تراجع روتين الأشخاص الذين قرروا ترك حساباتهم بإرادتهم، على الموقع بشكل يومي، بينما عاد الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة حساباتهم.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها التجارب، أنه من الصعب على كثير من مستخدمي موقع "فيسبوك" إغلاق حساباتهم والابتعاد عنه، على الرغم من المشكلات الكثيرة والفضائح التي تم الكشف عنها مؤخرًا، والتي تتعلق باختراق الخصوصية وتسريب البيانات وانتشار الأخبار الزائفة والتنمر.
على الرغم من أن الموقع كان له دور كبير في تدعيم التواصل بين الشعوب حول العالم، إلا أن مشكلاته صارت أكبر وأخطر، مع الوضع في الاعتبار أن هذه المشكلات هي التي تجعل الشركة تنمو أكثر فأكثر.
بمرور الوقت، لم يعد موقع "فيسبوك" مجرد منصة للتواصل الإجتماعي فقط، بل صار منصة للإعلانات والترويج ونشر الأفكار المختلفة والثقافات المتعددة ومناقشة المواضيع وإثارة الجدل، فقد صار أول مدينة رقمية ضخمة بالعالم، تُمكن أعداد هائلة من البشر من التواصل سواء بشكل إيجابي أو سلبي.