كشفت دراسة أجرتها شركة”فيزا” وجامعة “ستانفورد” عن قطاع النقل أن المصريون لا يفضلون استخدام وسائل النقل الخاصة ويعانون من البحث عن مواقف لسياراتهم.
أكدت الدراسة أن 55% من المصريين يرون أن العثور على مكان لصف السيارات من أكثر المشاكل التي تواجههم يوميا وهو أكبر جانب مزعج للقيادة مقارنة بـ 64 % عالميًا.
ووفقًا لمؤشرات الأمم المتحدة، فإن 68٪ من سكان العالم بحلول عام 2050 سيعيشون في المناطق الحضرية، وسيزيد عدد المدن الكبرى -التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة- من 43 مدينة اليوم إلى 51 خلال نفس الفترة.
وقد قامت “فيزا” بإجراء دراسة عالمية حول “مستقبل النقل، التنقل في عصر المُدن الكبرى”، استنادًا على خبرتها في العمل مع كبار مشغلي قطاع النقل وشركات تصنيع السيارات وشركات التكنولوجيا الناشئة، من أجل فهم وتقييم أفضل للتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الناس في تنقلاتهم.
وتم إرفاق النتائج الرئيسة للدراسة بلمحة عامة عن ابتكارات راهنة وأخرى يسعى خبراء جامعة ستانفورد إلى تطويرها على المدى القريب بهدف استيعاب الثغرات التكنولوجية في معالجة مواطن القلق التي حددتها الدراسة.
وتأتي المدفوعات الرقمية كأحد ركائز عملية النقل بكل أنواعها وستحافظ المدفوعات على دورها المحوري مع توجه المدن بشكل متزايد نحو تبني وسائل النقل العامة التي تعتمد على تقنيات الدفع اللا تلامسية، وأساليب الدفع الرقمي مقابل خدمات صف السيارات أو حتى استئجار الدراجات.
من جانبه قال أحمد جابر، المدير العام لشركة فيزا بشمال أفريقيا، تعليقًا على الإحصائيات التي تخص مصر “تُظهر الدراسة أن أكثر من ربع المصريين يستخدمون وسائل التنقل الخاصة مقارنة بـ20% من جيل الشباب، حيث أفصح المشاركون في الدراسة عن المشكلات التي واجهتهم أثناء استخدامهم وسائل النقل العامة، والتي جاء على رأسها عامل التكدس ، وتشير معدلات التطور التي تتصدر المشهد في مصر، إلى أنه يمكننا توقع مبادرات من شأنها زيادة كفاءة قطاع النقل.
وأضاف جابر “تعمل الحكومة المصرية إلى جانب القطاع الخاص على تحسين البنية التحتية عبر إنشاء طرق جديدة وتطوير خطوط المترو” ؛ مؤكدًا أن امتلاك بنية تحتية قوية جنبًا إلى جنب مع الآليات التكنولوجية الحديثة التي تضمن المعاملات السريعة والآمنة، يعني بالضرورة أن الناس سوف يقضون وقت وطاقة ومال أقل على التنقل أثناء حياتهم اليومية، والشباب في مصر قادرون على النهوض بمصر وضمها إلى مصاف البلاد التكنولوجية المتقدمة لإنهم يمثلون النسبة الأكبر من سكان مصر.
وأشار أن التقدم أمر ضروري وحتمي لنمو الاقتصاد المصري ونجاحه ، ونحن في فيزا، نؤمن بأن النجاح المستقبلي لمدننا يعتمد على مستقبل النقل والتنقل.
وبهذا الخصوص، قال الدكتور هيرمان دونر، والمشرف على أبحاث مرحلة ما بعد درجة الدكتوراه في “جامعة ستانفورد” والمُشارك في إعداد الدراسة: “ينطوي مشهد التكنولوجيا الراهن على العديد من المنتجات الكفيلة بحل مشكلات التنقل اليومية للناس، ولكن أيّاً من هذه المنتجات لا ينبغي تطويره على حدة ، ومن التحديات الرئيسية الأولى بهذا الخصوص هو تحديد التقنيات ذات الصلة التي تزود السوق بالمنتجات المناسبة، ومن ثم إدارة تطبيق هذه التقنيات بالتعاون مع الجهات المعنية بما في ذلك مزودي خدمات النقل، وشركات التكنولوجيا، ومالكي البُنى التحتية، ومؤسسات النقل العام.
وأضاف “بالاستناد إلى بحثنا، نعتقد أن العديد من هذه التغييرات التدريجية الصغيرة قادر على إحداث فرق ملموس في تنقلات الناس اليومية، سواءً بالمساعدة على إيجاد مكان مناسب لصف السيارة، أو الحصول على الوقود بأفضل الأسعار، أو التخطيط لتنقلاتهم باستخدام وسائل النقل العامة”.
واستندت الدراسة على 19 ألف مشارك عالميًا و1007 مشارك من مصر.
وعن أوقات التنقل وجدت الدراسة أن 48% من المشاركين المصريين يرون أن الوقت الذي يستغرقونه للتنقل يزداد (بالمقارنة بـ46% من المشاركين عالميًا) و51 ٪ من المشاركين المصريين يتوقعون زيادة في الوقت المستهلك في التنقل على مدى السنوات الخمس المقبلة .
بينت الدراسة أن معدل استخدام السيارة الشخصية لأغراض العمل والدراسة في مصر يصل إلى 26% في حين يبلغ المعدل العالمي 60%.
وأضافت الدراسة أن 20% من الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 18-25 سنة) في مصر يستخدمون سيارة للوصول إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة، مقارنة بـ42٪ عالمياً، في حين أن 17٪ من الشباب في مصر يستخدم سيارة للسفر الشخصي.