investing.com - غالبا ما يكون التركيز في دبي على إقتصاد المستقبل بدلا من الماضي القريب، فعلى الرغم من أن دبي افتتحت متحف المستقبل قبل موعد افتتاحه بعام كام، إلا أن المركز المالي للشرق الأوسط لم يبلغ بعد عن عن كيفية أداء الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 2017، بالإضافة إلى اختفاء العديد من البيانات التي تعتبر من الأساسيات في الدول الأخرى مثل مبيعات التجزئة والسيارات والإنتاج الصناعي.
هذا الافتقار في البيانات، التي تساعد على تقديم قراءة دقيقة لإقتصاد دبي البالغ حجمه 106 مليار دولار، أدى إلى نشر حالة من الارتباك بين المستثمرين والشركات حول القرارات الاستثمارية المناسبة التي يجب اتخاذها بعد أن علقوا في أسوأ أداء للأسهم سابقا، إذ عانت دبي من أسرع انخفاض في أسعار الأسهم في العام الماضي مقارنة بنظرائها من الدول النامية. وبالتالي لجأ أغلبهم إلى إجراء محادثات مع تجار التجزئة وأصحاب وكالات السيارات وتكتلات الشركات لمحاولة فهم وضع السوق.
وتعليقا على هذه الأوضاع، قال طارق فضل الله، الرئيس التنفيذي لشرق الأوسط في شركة "نومورا" لإدارة الأصول، إن المساهمين في الإقتصاد في دبي لا يحصلون على رؤية حقيقية لما يحدث في السوق بسبب النقص الشديد في البيانات، وبالتالي يصعب على الشركات والمستثمرين اتخاذ قرارات بشأن استثماراتهم في أي مجال بدبي.
وأوضحت مديرة في شركة الاستثمارات "أمريكان سينشري"، باتريشيا ريبيرو، أن الغموض في بيانات إقتصاد دبي أثر على المستثمرين الذين يركزون على الأسهم الفردية، وأن الأمر أصبح أشبه بالسير كمكفوف النظر.
وعلى ما يبدو فإن سبب ندرة هذه البيانات الهامة غير واضح على الإطلاق، إذا لم يستجب أي شخص من مركز الإحصائيات بالإمارة أو المكتب الإعلامي لطلبات التعليق من الصحف بشأن هذا الصدد.
وجدير بالذكر أن السوق يعاني من ندرة في البيانات في الوقت الذي انخفضت فيه أحجام تداول الأسهم المحلية بسبب انهيار أسعار النفط مما أدى إلى تعليق خطط العروض الأولية العامة في الإمارة. كما شهد المؤشر العام لسوق دبي في العام الماضي أكبر انخفاض له خلال عقد من الزمان بسبب تراجع الطلب على العقارات، وانخفض متوسط قيمة الأسهم اليومية المتداولة لمدة 50 يوما في المؤشر الرئيسي للأسهم بحوالي 92% عن الذروة التي وصلت إليها في عام 2014.