Investing.com - بعد أن تولى الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" رئاسة الولايات المتحدة بدأ يسخط من الوضع التجاري للولايات المتحدة مع دول العالم، حتى حلفاء واشنطن مثل كندا والمكسيك والصين ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول.
حيث أعاد التفاوض في الصفقات التجارية التي وقعتها أمريكا خلال السنوات الماضية مع دول أمريكا الشمالية وقارة آسيا ودول المحيط الهادئ، وكذلك الصفقات الخاصة بواردات السيارات الأوروبية.
ولم تسلم بعض الدول من انتقادات الرئيس المتكررة، وفي ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية أقام "ترمب" حرباً تجارية أشعلت العالم بأكمله مع الصين حيث فرض رسوماً جمركياً على واردات صينية بقيمة تجاوزت 200 مليار دولار، بالإضافة إلى انتقاده أسعار النفط المرتفعة .
وفي الفترة الحالية بدأت أمريكا بالتوصل إلى اتفاقات مع كندا والمكسيك ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى وجود مفاوضات مع الصين للوصول إلى حل مشترك يرضي جميع الأطراف.
ومن جانبه أصدرت وزارة التجارة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي بياناً توضح فيه ارتفاع العجز التجاري الأمريكي بنسبة بلغت 12.5% خلال عام 2018 الماضي، ليصل إجمالي العجز إلى 621 مليار دولار.
وأوضح البيان أن هذا العجز يعتبر الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية 2008 والتي بلغ حينها العجز نحو 709 مليار دولار.
وأظهر التقرير الصادر أن هذا العجز السبب فيه هو وصول العجز السلعي للدول عند 891.3 مليار دولار، وهذا الأمر يعود إلى قلة صادرات الولايات المتحدة عن بعض الدول مثل كندا والمكسيك والصين.
كما وصل العجز التجاري الأمريكي مع الصين خلال عام 2018 إلى 419.2 مليار دولار، كما أن العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي وصل إلى 169.3 مليار دولار.
وفي نفس السياق أشار تقرير صادر من موقع "بوليتيكو" أن السبب وراء هذا العجز التجاري هو النمو الكبير لأمريكا خلال عام 2018 والذي بلغ 2.9%، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الادخار بين المواطنين الأمريكيين، وكذلك مكانة الدولار الأمريكي والتي تساعد في ارتفاع قيمة السلع الأمريكية.
وبالنسبة لأسعار النفط المرتفعة فقد قال "ترمب" في وقت سابق على موقع "تويتر" أن أسعار النفط مرتفعة بشكل كبير للغاية، الأمر الذي يعمل على زيادة الأعباء على المواطنين الأمريكيين.
وفي المقابل فقد أكدت البيانات الصادرة يوم الأربعاء الماضي أن السبب الرئيسي في العجز الكبير لدى الولايات المتحدة، هو شراءها الكثير من السلع والمنتجات وخاصة المنتجات الغير نفطية والتي ارتفعت نسبتها بصورة كبيرة خلال 2018.
كما بين التقرير أن الواردات الأمريكية من النفط بلغت نسبتها خلال عام 2018 نحو 6.1% وهي نسبة صغيرة جداً بالنسبة للعجز التجاري للدولة.
وعلى الجانب الأخر فقد أشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن هذا العجز التجاري لدى الولايات المتحدة يشكل خطراً وتهديداً كبيراً على طموحات الرئيس "ترمب" في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر عقدها في 2020 المقبل، وذلك بالتزامن مع انخفاض نسبة مؤيديه مقابل الحزب الديمقراطي.